إذ خلق من نار، وخلق آدم من طين، وجعل النار عنده أفضل من الطين، فقال الله: اخرج منها فإنك رجيم، وإن عليك لعنتى إلى يوم الدين، فأحبط الله عباده ثمانين ألف سنة بمعصية واحدة.
وقيل: كان إبليس يعبد الله كل يوم في سماء، حتى إذا كان يوم الجمعة، عبد الله في السماء السابعة، وكان امتناعه عن السجود لآدم حسدأ له وتكبرا، فصار من الهالكين.
فاحذروا الحسد والكبر أيها السامعون، واتقوهما، فإنهما رأس الخطايا الموبقات، وأساس الذنوب المهلكات، فكم من حاسد آرداه حسده في نار جهنم، ومتكبر آلقاه كبره في العذاب المهين، تعود بالله من الكبر والحسد، ومن جميع الذنوب والخطايا، إنه هو السميع العليم.
تم لما أسكن الله آدم وزوجته لي الجنة، وسوس لهما الشيطان، حتى أكلا من الشجرة التى نهاهما الله عن أكلها، فأخرجهما الله من الجنة، إذ عصيا، تم تاب آدم وحواء، لما أهبطا إلى الأرض، فتقبل الله منهما، وتاب عليهما، لأن الله يقبل التوبة عن عباده، ويعهو عن السيئات، ويغفر الذنوب جميعا، إنه هو الغفور الرحيم، فلا يمنعن أحدكم عن التوبة كثرة دنوبه، وإسرافه على نفسه، ويقول: دنوبى (6) عظيمة، فلا تقبل توبتي، وليس لى توبة، فيزداد بعدا من الرحمة، فما من دنب إلا وله توبة ، وإن الله يحب لتوابين، وإن الله يقبل التوبة من عبده، حتى يغرغر بالموت، فحينئذ لا تقبل توبة ولا فدية، ولا ينفع مال ولا بنون، فصار آدم إمام التائبين، وإبليس إمام
पृष्ठ 67