سمالل لرخ الجبم
الحمد لله الذى لم يزل، لا ببقاء مبق آبقاه، فبقى ببقاء المبقى له باقيا، الدائم الذي لم يزل، لا بإدامة مدوم آدامه، فدام بديمومة المدوم له دائما، خلق الأشياء لا من مؤات عنده، كما زعم المفترون سبحانه وتعالى علوا عما يقولون، بل خلق الأشياء لا من شىء، اخترعها من عدم، أنشأها وبدعها، ثم خلق بعضها من بعض، سبحانه الخالق لكل شىء، وهو العليم القدير، فنفسيه ذاته، وذاته إثباته، (ليس كمتله شيء وهو السميع البصير )، خلق الخلائق دلالة على ربوبيته، ولكن مكلفهم حظا بعبادته، فأمر الله وكبك، بعبادته العقلاء البالغين، ليوصلهم أسنى المنازل، إن امتثلوا أوامره طائعين، فمنهم من اهتدى، ومنهم من ضل وغوى، فتفرقوا عند أوامره أطوارا مختلفين، فهدى الله الذين آمنوا لحسن اختيارهم، فأصبحوا بنعمته مؤتلفين، وأضل الله الذين اختلفوا بسوء اختيارهم، فأصبحوا لسوء اختيارهم كافرين، ولا يزالوا مختلفين، إلا من رحم ربك وهو أعلم بالمهتدين.
فأول من خالف وطغى، وتمرد وعصى، إبليس اللعين، حين قال الله للملائكة: اسجدوا لآدم، فسجدوا خاضعين، إلا إبليس، كان من الجن، ففسق ن أمر ربه، فصار من الكافرين، فقال الله: يا إبليس، ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي، استكبرت، أم كنت من العالين؟ فقال إبليس: لم أكن لأسجد
पृष्ठ 66