ولم يجدوا سبيلا إلى جانبكم أن ينكى غير السعي بينكم في حرم الله بالتفريق، وارتكاب سخط الله الذي يوجب لهم الخزي في الدنيا وفي الآخرة عذاب الحريق.
وظننا فيكم وظن المسلمين، الدفاع عن حرم الإسلام في أقاصي البلدان فضلا عن أن يقع القتل والقتال، وإيثار الظالمين وأنتم تقدرون على الدفع في حرم الرحمن، وكيف مع ذلك والعياذ بالله تقام لله فريضة، أم كيف[15/ب] تطيب عيش مؤمن والتصرف في أهل البيت النبوي، وبلدهم الحرام لذوي القلوب المريضة، نعوذ بالله من ذلك ونستجيره من تلك المسالك وإياكم أن تستفزكم إرجافات المرجفين، وتثبطكم عن نصرة الدين قالات الظانين بالله ظن السوء من المنافقين، فقد أنزل الله آيات بينات، واختص بكثير منها من سكن البلد الحرام من ذوي التعويقات فقال عز وجل: {وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا ولكن أكثرهم لا يعلمون، وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا وكنا نحن الوارثين}[القصص:57-58].
وقال في آية أخرى: {أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله يكفرون، ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بالحق لما جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين، والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين}[العنكبوت:67-68].
पृष्ठ 37