وإياكم والتقاطع فيما بينكم، فإنه رفع إلينا حديث نبت عنه الأسماع وطار إلينا حين رجونا أن لا يكون له إن شاء الله وقوع، أو كان والعياذ بالله ثم أصلحته(1) أحلامكم وهممكم بحقيقة الإجتماع وهو أمر حدث فيما بينكم في نفس حرم الله المحرم وفي شهر الله شهر رمضان الأعظم مال ببعضكم تداركه الله إلى جانب أولئك الذين كانوا في جدة من العجم، الذين قد قسم الله عليهم أنواع المثلات والخزي والشدة حتى آل إلى إخراج عن مكة لولاتها، وإدخال لأعداء العترة المحمدية والملة الإسلامية المزلزلين لها من جميع جهاتها، فإن يكن من هذا والعياذ بالله شيء فهو من آثار مكائد حسدة أبيكم الوصي بل حسدت جدكم النبي الأمي حين رأوا ما أنتم عليه من علو الهمم، وسموا العزائم إلى ما فيه رضا الله المنعم بجميع النعم، وزادهم إلى ذلك حنقا على الله عز وجل بما رأوه من تمكين الله عز وجل ليد أهل بيت نبيه في اليمن من مكة إلى عدن، وخافوا أن ترتفع يد الظالمين على جميع الأقطار، وبطمس الله بأهل بيت نبيه من البدع الأعلام والأثار حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق كالذين قال الله فيهم من الأشرار: {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا، أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا، أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا، أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما، فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا}[النساء:51-55].
पृष्ठ 36