जवहर शफ्फाफ
الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف
शैलियों
قال قبل منهم ستة أنفس قال ثم ارتفعا في الهواء فغابا عني فانتبهت فزعا واغتممت غما شديدا وأهمني أمري فقلت: إذا قبل ستة أنفس من أكون أنا في ستة أنفس فلما أفضيت من عرفة قمت عند المشعر الحرام فجعلت أفكر في كثرة الخلق وفي قلة من قبل منهم فحملني النوم فإذا أنا بالشخصين قد نزلا على هيئتهما فنادى أحدهما صاحبه وأعاد ذلك الكلام لعينه ثم قال: أتدري ماذا حكم به ربنا في هذه الليلة قال لا؟.
قال: فإنه وهب لكل واحد من الستة الأنفس مائة ألف قال فانتبهت وبي من السرور ما يكل منه الوصف {وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا} أي: هذا المكان وهذا الموضع {بلدا} أي: مسكنا {أمنا} أي: ذا أمن لا يصاد طيره ولا يقطع شجره {وارزق أهله من الثمرات} أي: من ثمرات الأشجار {من آمن منهم بالله واليوم الأخر} من أبدل من أهله يعني فارزق المؤمنين من أهله خاصة فأسر الرزق على الإمامة فخص إبراهيم بطلب الرزق للمؤمنين {قال الله ومن كفر فأمتعه قليلا} أي: فسأرزقه إلى منتهى أجله لأن الرزق قد يكون أشد راحا للمرزوق وإلزاما للحجة {ثم اضطره} أي ألجيه في الآخرة {إلى عذاب النار وبئس المصير} .
وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم(127)ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم(128)
{وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل} القواعد هي الأساس والأصل لما فوقه ومعنى رفع القواعد رفعها بالبناء لأنه إذا وضع ساقا فوق ساق فقد رفع الساقان ويجوز أن يريد وإذ يرفع إبراهيم ما قعد من البيت أي استوطأ يعني جعل هيئة القاعدة المسقوطة مرتفعة عالية بالبناء.
पृष्ठ 106