जवहर इंसानिया

ज़ैनब कैटिफ d. 1450 AH
132

जवहर इंसानिया

جوهر الإنسانية: سعي لا ينتهي وحراك لا يتوقف

शैलियों

45

صحيح أنه أجرى تجارب معدة جيدا في مجال علم البصريات، لكنه لم يفسرها بمثل بصيرة إسحاق نيوتن. وصحيح أنه قدم ملاحظات فطنة، مثل أن «القمر ليس جسما مضيئا؛ فهو لا يضيء دون وجود الشمس»، وأن «القمر يعمل مثل مرآة كروية»، لكنه لم يكن أول من قال هذا.

46

كما أن التعليق الذي قال فيه «لا يمكن أن نرى في الكون جرما أكبر حجما وأكثر قوة من الشمس؛ فنورها يضيء كل الأجسام السماوية المنتشرة في جميع أنحاء الكون»؛ خاطئ، ورغم أن تعليقه الذي تلا ذلك بأن «قوى الحياة تنحدر جميعا منها (الشمس)؛ لأن الحرارة الموجودة في الحيوانات الحية تأتي من قوى الحياة ولا توجد حرارة غيرها في الكون.»

47

تعليق ذكي على نحو مذهل، ويسبق عصره بقرون، فإنه لا يقدم لنا فكرة عن احتمال كيفية حدوث هذا.

48

ومع ذلك كان لزاما علي إدراج إنجازاته في كتاب يتحدث عن السعي، حتى إن لم يكن لأي سبب آخر سوى تكرار كلمات مؤرخ الفن كينيث كلارك، بأنه كان «الرجل الأشد فضولا في التاريخ.»

49

لم يكن لدى كثيرين قبل ليوناردو دافنشي الشجاعة أو الحماس لتشريح جثة الإنسان بمثل هذه التفاصيل؛ فقد كان هذا نشاطا محظورا. فمن خلال عرضه لكل عضو ونسيج في الجسم بعناية - العين والمخ، والحنجرة والقصبة الهوائية، والقلب والرئتين، والجهازين الهضمي والتناسلي، والعضلات، والعظام وأعصاب الوجه واليدين، والذراعين والساقين - ثم تسجيله لكل مجموعة من الأعضاء بدقة شبه ثلاثية الأبعاد من خلال رسومه الرائعة، استطاع ليوناردو الكشف عن سمات التكوين التشريحي التي لن يظهر ما يفوقها حتى اختراع المجهر الإلكتروني. لقد أدرك أن القلب مكون في الأساس من عضلات، تشبه تلك التي تحرك الأطراف؛ كذلك وصف الشرايين والأوردة، رغم عدم قدرته على رؤيتها، كما توقع وجود الشعيرات الدموية (لم يخترع المجهر الضوئي إلا بعد مائة سنة أخرى). ومن خلال مقارنة شرايين رجل مسن توفي على الأرجح جراء أزمة قلبية، بشرايين طفل في الثانية من عمره توفي حديثا، استنتج أن تصلب الشرايين في الحالة الأولى - لدرجة أدت إلى توقف تدفق الدم - كان سبب الوفاة. اقترح بالإضافة إلى ذلك أن الضيق التدريجي للشرايين كان نتيجة لامتصاص عناصر غذائية من الدم؛ ستمر 450 سنة قبل اكتشاف أن الصفائح المحتوية على الكوليسترول هي السبب الرئيسي في مرض تصلب الشرايين وما يتبعه من قصور الشريان التاجي. عرف أيضا وظيفة الصمام الأورطي - دفع الدم إلى الرئتين من خلال تعاقب الفتح والإغلاق - عن طريق إجراء تجارب باستخدام بذور نبات الدخن، مرة أخرى قبل خمسة قرون من تكرار هذه التجربة على يد علماء الفسيولوجيا باستخدام تقنيات متطورة. تضعه كل هذه الإنجازات بالطبع ضمن فئة تضم مجربين مثل ويليام هارفي الذي جاء بعده بقرنين. وبعد إمعان التفكير ربما علينا الاعتراف بليوناردو دافنشي بوصفه عالما في الأحياء، إن لم يكن في الفيزياء.

अज्ञात पृष्ठ