विश्व साहित्य पुरस्कार: नोबेल पुरस्कार का एक उदाहरण
جوائز الأدب العالمية: مثل من جائزة نوبل
शैलियों
إن طلاب المثل الأعلى في هذا العصر - وفي مقدمتهم جماعة نوبل - يقنعون بهذا النصيب المتواضع من طبقات المثل العليا، وحسبهم من الحياة الإنسانية أنها ليست بفراغ ولا خواء، وأن الحي الجدير بها قادر على أن يملأها بشيء يشغله؛ أي شيء غير اليأس والظلام.
وبطل معنى التفاؤل والتشاؤم من مصير الإنسانية، بطل المصير الإنساني عند المتفائلين من أبناء هذا الجيل؛ لأنهم لا يطيلون النظر إلى هذا المصير، وكل ما يطيلون النظر فيه هو حياة النفس الإنسانية: هل يستطيع المؤمن بالحياة أن يملأها بشيء؟ وهل هناك شيء يملأ الحياة ولا يستحق منهم أن يحرصوا عليه، ويقنعوا به ويعرضوا عما سواه؟
فالأدباء العالميون الذين خصتهم لجنة نوبل بجوائزها في السنوات الأخيرة - كلهم معدودون عندها من المثاليين؛ لأنها قنعت منهم بنصيب متواضع من التفاؤل؛ هو غاية المستطاع في غيبة الإيمان بالمثل العليا ... على حد قول القائل: شيء خير من لا شيء!
وخلاصة هذا النصيب المتواضع أنهم غير يائسين، ولا هاربين من الحياة، وأنهم لا يقولون بفراغ الوجود.
فليس بين أولئك الأدباء أحد يبشر بمعنى للحياة الإنسانية، وليس منهم من يطمح إلى الكمال طموح الثقة والإقبال.
وليس منهم من يعشق الحياة أو يفتتن بمحاسنها، وغاية ما يقال فيهم أنهم يصبرون عليها، ويحتملونها بحلوها ومرها على علاتها، وقد يوجد فيهم من يقول للحياة كلمة التحية والمجاملة، ولكن ليس فيهم من ينظم فيها قصائد الغزل، ويتحدث عنها حديث الهوى والهيام.
وفي رأينا أن الأمثلة أقرب إلى الإيضاح من نقل الآراء والصفات، وأنها كلما تفرقت من المصادر المختلفة كان ذلك أدنى إلى فهم الفكرة على سعة وإنصاف.
وهؤلاء ثلاثة من أشهر الأدباء العالميين الذين استحقوا الجائزة في سنوات الستين، وهم همنجواي الأمريكي، الذي نالها سنة أربع وخمسين (1954)، وخيمنيز الإسباني، الذي نالها سنة ست وخمسين (1956)، وألبرت كامي الفرنسي، الذي نالها سنة سبع وخمسين ؛ وهم يمثلون آداب لغات ثلاث، ويمثلون معها أمزجة قومية لا يقل الاختلاف بينها عن الاختلاف بين لغاتها: وكلهم مع هذا مثاليون على شعار واحد؛ شعار القائلين: «شيء خير من لا شيء.»
فالأديب الأمريكي همنجواي قد أعياه البحث عن قضية يؤمن بواجب الجهاد فيها بالقلم والسيف، وجرب الجهاد في الحرب الأهلية الإسبانية، فعرف بعد التجربة أنه قد ضل الطريق، وأن قضية الإنسانية غير قضية الصراع بين مذاهب اليمين، ومذاهب اليسار، ولكنه عرف أيضا أن البحث عن الطريق هو نفسه غاية مقصودة كيفما كانت النهاية، فكانت تجربة الحب في رواية «وداع السلاح» صورة من صور الجد في الحياة، وكانت تجربة الحركة الرياضية صورة أخرى تغني عن التأمل والتفكير على غير طائل، كأنها تجعل الحركة الحيوية ضربا من الحرية الروحية أسلم عاقبة من الركود أو الانتظار، وقد كان الجندي الجريح في رواية «وداع السلاح» قدوة للمتقدمين في الانتقال بالعاطفة من اللهو والمتعة إلى الجد والإخلاص: عشق الجندي الجريح ممرضته فظن أنها متعة من متع اللهو في إجازة عابرة بين المستشفى والميدان، ولما أحس بعطفها الإنساني عليه أحس من جانبه بوفاء الشاكر لذلك العطف الكريم، أحس للعلاقة بين الإنسان والإنسان بكرامة ترتفع بها عن لهو الساعة، وعن متاع الجسد، وانكشفت له ناحية من نواحي الجد في علاقة الإنسان بالإنسان، وخلص له من تجارب الحرب والسلم، وتجارب الرياضة والحركة، أن في الدنيا شيئا جديرا بالاهتمام.
والأديب الإسباني خيمنيز هانت عليه الحياة المادية في القرن العشرين، واستكثر على الصناعة أن تمسخ حياة الإنسان، وأن يوشك بين يديها أن يستحيل معها إلى آلة بين الآلات، وأشفق أن يصل هذا الإنسان يوما إلى القمر فيحسبه بين الأضواء الصناعية إعلانا منيرا عن بضاعة من بضائع الشركات.
अज्ञात पृष्ठ