विश्व साहित्य पुरस्कार: नोबेल पुरस्कार का एक उदाहरण
جوائز الأدب العالمية: مثل من جائزة نوبل
शैलियों
وزالت كل غرابة في هذا الترشيح بعد المفاجأة الأولى؛ لأن عبقرية الشاعر، وفضائله النفسية والفكرية قد كانت فوق منال الشبهات، ولم تلبث كتبه التي أخذت في الشيوع بعد ذلك أن قررت له تلك المكانة التي عمت جمهرة القراء، بعد أن كانت مقصورة على النقاد المتخصصين.
إلا أن الغرابة لم تنته عند الاعتراف بهذا الحق لتاجور، فإن السؤال الذي تتابع على كل لسان في الهند، وسائر بلاد المشرق، لا يزال حتى اليوم مترددا متكررا بغير جواب.
لم لم تعترف اللجنة بمثل هذا الحق لمواطن تاجور ونظيره في المكانة الأدبية محمد إقبال؟
لم لم تتكلف اللجنة في سبيل الانتباه إلى اسمه بعض ما تكلفته في إنصاف تاجور؟
إن أعضاء اللجنة قد تنبهوا إلى علاقة تاجور بتراث الشعر الصوفي في بلاده، وأن أصالة إقبال في شعر التصوف أعرق من أصالة زميله البرهمي، فيما استقاه - على الأقل - من ينبوع الصوفيه الإسلامية؛ بل يظن بعض اللغويين الشرقيين أن اسم تاجور نفسه قد يرجع إلى أصل عربي إسلامي؛ لأنه ينطق بالهندية «ذاكور» أو قريبا من ذلك، وهو بمعنى الذاكرة، أو الدارس، أو الأستاذ.
ونحن لا نأخذ بهذه التأويلات، ولكننا لا نشك في مكانة إقبال الفنية إذا وزنت بموازين الأدب الروحي، كما وزنت عبقرية تاجور.
ولا يقال: إن «إقبالا» قد انقطع أو كاد أن ينقطع للدعوة الإسلامية؛ فإن دعوة الشاعر لنصرة دينه أو وطنه لم تكن قط حائلا دون تقديره وتعظيمه في نظر اللجنة، وبخاصة تلك الدعوة التي تتجرد من نوازع العداء والبغضاء، وتتنزه عن عداوة الإنسان من وراء عداوة الأديان ... ولقد أجازت اللجنة طبيبا فيلسوفا من القائمين بدعوة التبشير في القارة الأفريقية، ولم تكن جائزة الأدب، بل جائزة السلام هي التي استحقها الدكتور ألبرت شوتيزر ... وهو لم يعمل قط في قضية من قضايا السلام الدولية!
على أن «محمد إقبال» لم يكن معدودا في الهند نفسها داعية إسلاميا يختص به المسلمون دون سائر الهنود؛ لأنه كان يدعى إلى الجامعات البرهمية للمحاضرة فيها، وكان الراجات البراهمة يستقبلونه في بلادهم ويدعونه إلى قصورهم، وفي جامعة ميسور التي زارها بدعوة من المهراجا قال أستاذ الجامعة: «إن المسلمين يقولون: إن إقبالا لهم، والحق إنه لنا جميعا، ولا يخص منا جماعة أو دينا، فإذا افتخر المسلمون بأنه أخوهم في الدين فنحن فخورون بأنه أخونا في القومية الهندية.»
وأدعى إلى العجب في التمييز بين الشاعرين المواطنين - أن «تاجور» كان بحاجة إلى تنبيه من العارفين بقدره بين الغربيين، أما إقبال فقد كان غنيا عن التنبيه إليه في بيئات الغرب الأدبية، وفي بيئات المستشرقين المشتغلين بدراسات الإسلام، أو دراسات الشرق على العموم، وقد عرف في إنجلترا كما عرف في ألمانيا وفرنسا، ونال لقب الفروسية من الدولة البريطانية كما ناله تاجور، ولم تنقطع أخباره عن معهد من معاهد الثقافة العليا في بلاد الشمال، وقديما كان ملك من ملوك الشمال رائدا مقدما بين رواد الاستشراق.
لقد كان تاجور أول من تأذى بهذا اللغط الذي فتحت اللجنة السويدية أبوابه، ونفذ منه أعداء السلام للإيقاع بين أبناء الأمة الواحدة، وقد تحدث تاجور بذلك في مناسبات شتى، وأشار إليه في تأبينه لزميله الكبير، حيث قال: «إن شهرة إقبال الواسعة ترجع إلى ما احتواه شعره من نور الأدب الخالد، ومما يؤسف له أن يضع النقاد أدبي وأدب إقبال موضع المناقشة، ويبثوا بين ذلك أغلاطهم، وهو أمر لا يجمل بالأدب الفسيح الذي يخاطب النوع الإنساني كله.» ... ثم انطوت السنون، وتجددت أسباب أخرى للقيل والقال بعد قضية إقبال وتاجور، ومهما يكن من عذر للجنة في إهمالها لإقبال قبل إجازة زميله ومواطنه، فإن الإصرار على هذا الإهمال بعد ذلك غير مفهوم.
अज्ञात पृष्ठ