139

على الخالق ، وهي ثابتة في كل زمان ومكان ؛ وفي عامة الشرائع والاديان.

3. وأما نوعه : فهو من العلوم النظرية الفكرية الاستقلالية ، وليس من العلوم الالية ، وهو مقدمة للعمل وليس تحققه منوطا به ؛ بل هو ملكة نفسية كسائر العلوم والفنون ، ولاتكون ملكة راسخة الا بعد الممارسة والمزاولة وسبر الادلة ، واستحضار القواعد العامة ، والاحاطة بالاشباه والنظائر ، وهو احوج ما يكون الى ذهن نافذ وفهم وقاد ، وذوق سليم واعتدال سليقة واستقامة طريقة ، ومعرفة بالأمور العرفية يستطيع بها تطبيق الاصول للفروع وأستنباط حكم الجزئي من الدليل الكلي ، ويستحيل عادة او حقيقة حصول هذه الملكة أعني ملكة الاجتهاد للبليد والرجل العادي ، ولذا قالوا :

** ان الاجتهاد نور يقذقه الله في قلب من يشاء

ينفحه به بعد طول الكد والجد والتعب ، والعناء ، وان نقل عن بعض الاساطين : ان ملكة الاجتهاد حصلت لهم قبل البلوغ ، وهو ان صح فمن النوادر والشواذ.

4. هل حريتهم الفكرية مطلقة بالمعنى الصحيح أم هي مقيدة تقييدا كبيرا بمذهبهم ؟! قد أشرنا الى ان الاجتهاد لا يتقيد بمذهب من المذاهب ، فهو مطلق من هذه الناحية ، ولكن الاجتهاد الصحيح الذي يجوز للمجتهد ان يعمل به ، وللمقلد أن يأخذ به ويرجع اليه مقيد بأن يكون على مذهبهم ومن السنة المعتبرة عندهم ، مثلا الأحناف قد يفتون على ما يقتضيه القياس والمصالح المرسلة، وهذا لايجوز عند الامامية أصلا ؛ بل لابد من الاستناد الى كتاب او السنة المعتبرة عندهم ، او العقل القطعي البديهي لا الظن او الاستحسان وحتى ان مراجعهم العليا في الحديث وهي الكتب الاربعة المشهورة : (

** الكافي

** التهذيب

** الاستبصار

** من لا يحضره الفقيه

ويقحصونه ويجتهدون في سنده ومتنه ، فقد يقبله مجتهد حسب

पृष्ठ 166