148

जदीद फी हिकमा

الجديد في الحكمة

अन्वेषक

حميد مرعيد الكبيسي

प्रकाशक

مطبعة جامعة بغداد

प्रकाशन वर्ष

1403م-1982م

प्रकाशक स्थान

بغداد

وتنقسم الادراكات ، بحسب مراتبها ، في التجريد عن المادة ، إلى | أربعة أقسام : إحساس وتخيل وتوهم وتعقل : فالاحساس : هو أخذ | الصورة عن المادة ، ولكن مع اللواحق المادية ، ومع وقوع نسبة بينها وبين | المادة ، إذا زالت تلك ( لوحة 288 ) النسبة بطل الأخذ ، كابصارك | | زيدا ، فإن الحس لا يناله إلا مغمورا بغواش غريبة ، عن ماهيته ، لو | تعينه ، لو توهم بدله بغيره ، لكان ذلك الانسان .

ولا يناله إلا بعلاقة وضعية بين حسه ومادته ، وكذلك لو زال لم يدركه ، | فهو مشروط بحضور المادة ، واكتناف الهيئات ، وكون المدرك جزئيا .

وأما التخيل فهو تبرئة الصورة المنتزعة عن المادة تبرئة أشد ، فإن | الخيال يأخذها عن المادة ، بحيث لا تحتاج إلى وجود المادة . بل إذا بطلت | المادة ، أو غابت ، فإن الصورة تكون ثابتة فيه .

ولكن غير مجردة عن اللواحق المادية ، ولهذا كانت الصورة في الخيال | على حسب الصور المحسوسة ، من تقدير ما ، وتكييف ما ، ووضع ما ، | ولا فرق بينهما إلا عدم الاحتياج إلى حضور المادة لا غير ، ( وهذا ) | كتمثلك صورة زيد الذي كنت أبصرته مثلا ، إذا غاب عنك .

وأما التوهم ، فهو نيل المعاني ، التي ليست هي في ذواتها بمادية ، | وإن عرض لها أن تكون في مادة ، كالخير والشر ، والموافق والمخالف ، وما | أشبه ذلك .

ولو كانت هذه في ذواتها مادية لما عرضت إلا لجسم . والوهم وإن أدرك | هذه ، إلا أنه لا يدركها ، إلا مخصوصة بالشيء الجزئي الموجود في المادة ، | وبالقياس إليها ، وبمشاركة الخيال فيها ، وهو كادراك الشاة عداوة | الذئب ، وصداقة الولد . |

पृष्ठ 302