عسير علينا أن نتصور الدار بغيره، بغير آرائه واجتماعاته وتوجيهاته والإشعاعات الخفية التي كان يبثها وجوده، بغير آلاف الخيوط الخارجة منه إلى آلاف القلوب الممتدة منها إليه، تلتقي عنده، وتحيطه، وتتحرك معه أينمار سار.
آلاف القلوب التي قضت العام الماضي كله تدعو له بالشفاء.
ليس عسيرا فقط، ولكنه مستحيل.
كيف نكتب عنه كرجل مات، وهو لا يزال في خواطرنا، في قلوبنا، في دارنا، في داره، حيا موفور الحياة.
ولكنه، رغم هذا كله، رغم المستحيل وآلام المستحيل، ألمنا الأصغر.
أجل، إن فجيعتنا في صلاح سالم الرجل - رغم كل شيء - هي الألم الأصغر.
أما الألم الأكبر.
الألم الهائل الذي يضفي على الحياة بشاعة الموت.
الألم الذي لا سبيل إلى التعبير عنه إلا بالغيظ، الغيظ المدمر الأهوج الذي يفوق في جدته وجبروته وحدة الموت.
ذلك الألم الذي لا طاقة لبشر واحد على احتماله.
अज्ञात पृष्ठ