فهو ألمنا كمواطنين، كشعب، كمجتمع كافح برجاله الظلم والعسف والاستعمار والهوان، ولكنه لم يملك إلا أن يسلم ولا حول ولا قوة إلا بالله أمام الموت.
موت أحد ثواره.
ألمنا الأكبر هو في صلاح الثائر.
والثائر أيها الناس صنف نادر، ليس سهلا أن نجده، ومستحيل خلقه، وطينته غير طينة البشر.
إنه الكائن بين المثل العليا والناس.
إنه راهب الفكر، قديس الرأي، نبي القيمة، الواهب عمره وحياته وما هو أكثر من عمره وحياته ليحقق آمال الرجال وآماله.
الثائر لا يحيا حياتنا، ولا يفرح بمسراتنا، ولا يمرض ولا يموت؛ فهو ليس شخصا ولا جسدا له مطالب.
إنه كلمة، وموقف، ومثل.
لا اشتراكه في الثورة صدفة، ولا استمراره فيها يحدث كيفما اتفق.
إنه المحب للحياة إلى درجة الثورة على أعدائها.
अज्ञात पृष्ठ