فلا يميل إلا بأمر الشَّرع، ولا يهوى إلا حكم الطبع، فهو المؤمن الكامل الوحيد الذي يقبل منه التوحيد. ومن أعرض عنه متبعًا لهواه، مبتغيًا لرضاه؛ فهو الكافر الخاسر في دنياه، وعقباه، ومن اتبع أصول الشريعة دون فروعها؛ فهو الفاسق، ومن عكس؛ فهو المنافق، والله أسال هداية الأمم أجمع إلى اتباع الدين الإسلامي، والأخذ بمبادئه والتحلي بمحاسنه!
قال الحافظ زين الدين بن رجب: فجميع المعاصي إنما تنشأ من تقديم هوى النفوس على محبة الله ورسوله، وقد وصف الله المشركين باتباع الهوى في مواضع من كتابه، فقال تعالى: ﴿فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ﴾ [القصص: ٥٠] وكذلك البدع: إنما تنشأ من تقديم الهوى على الشرع، ولهذا يسمى أهلها: أهل الأهواء، وكذلك المعاصي: إنما تقع من تقديم الهوى على محبة الله ورسوله، ومحبة ما يحبه، كذلك حب الأشخاص الواجب فيه أن يكون تبعًا لما جاء به الرسول ﷺ، فيجب على المؤمن محبة الله، ومحبة من يحبه الله من الملائكة، والرسل، والأنبياء، والصديقين، والشهداء، والصالحين عمومًا، ولهذا كان من علامات وجود حلاوة الإيمان أن يحب المرء لا يحبه إلا الله، وتحريم موالاة أعداء الله وما يكره الله عمومًا. والله أعلم.
شرح حديث: إني والجن والإنس في نبأ عظيم ... ٥٢- " إني والجن والإنس في نبأٍ عظيمٍ، أخلق، ويُعبد غيري، وأرزق، ويشكر غيري" ١. رواه البيهقي، والحاكم عن معاذ، والديلمي وابن عساكر عن أبي الدرداء. ش-أصل الجن- بفتح الأول-: ستر الشيء عن الحاسة. يقال: جنة الليل، وأجنة، وجن عليه، فجنه، وأجنه: جعل له ما يجنه، كقولك: قبرته، وأقبرته، وسقيته، وأسقيته، وجن عليه كذا: ستر عليه. قال الراغب: والجن -بكسر أوله- يقال على وجهين؛ أحدهما: للروحانيين المستترة عن الحواس كلها بإزاء الإنس، فعلى هذا تدخل فيه الملائكة، والشياطين، فكل ملائكة جن، وليس كل جن ملائكة، وعلى هذا قال أبو صالح: الملائكة كلها جن. وقيل: بل الجن بعض الروحانيين، وذلك أن _________ ١ رواه البيهقي في الشعب رقم "٤٥٦٣"والديلمي رقم"٤٥٠٦"من حديث أبي الدرداء ﵁. وإسناده منقطع؛ لأن عبد الرحمن بن جبير وشريح من عبيد لم يدركا أبا الدرداء.
شرح حديث: إني والجن والإنس في نبأ عظيم ... ٥٢- " إني والجن والإنس في نبأٍ عظيمٍ، أخلق، ويُعبد غيري، وأرزق، ويشكر غيري" ١. رواه البيهقي، والحاكم عن معاذ، والديلمي وابن عساكر عن أبي الدرداء. ش-أصل الجن- بفتح الأول-: ستر الشيء عن الحاسة. يقال: جنة الليل، وأجنة، وجن عليه، فجنه، وأجنه: جعل له ما يجنه، كقولك: قبرته، وأقبرته، وسقيته، وأسقيته، وجن عليه كذا: ستر عليه. قال الراغب: والجن -بكسر أوله- يقال على وجهين؛ أحدهما: للروحانيين المستترة عن الحواس كلها بإزاء الإنس، فعلى هذا تدخل فيه الملائكة، والشياطين، فكل ملائكة جن، وليس كل جن ملائكة، وعلى هذا قال أبو صالح: الملائكة كلها جن. وقيل: بل الجن بعض الروحانيين، وذلك أن _________ ١ رواه البيهقي في الشعب رقم "٤٥٦٣"والديلمي رقم"٤٥٠٦"من حديث أبي الدرداء ﵁. وإسناده منقطع؛ لأن عبد الرحمن بن جبير وشريح من عبيد لم يدركا أبا الدرداء.
1 / 68