नबी के नबुआत का साबित होना
إثبات نبوة النبي
शैलियों
على أن المصدق به يعلم ذلك ، من حيث يعلم أن الله عز وجل لا يجوز أن يبعث إلى خلقه من لم يكن على تلك الصفة ، والمكذب له يعلم ذلك ، من حيث يظن أنه دبر أحوال نفسه وأحوال أصحابه ، حتى تم له ما تم ، وقد تلا هو صلى الله عليه وآله وسلم على أعدائه وأوليائه ، على ما تقدم بيانه ، { وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين (23) فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة } [البقرة] ، وتلا عليهم: { وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله } [يونس: 37] ، وقوله: { أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين (38) } [يونس] ، وتلا عليهم: { { قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا (88) } [الإسراء] .
وقد علمنا أن العاقل إذا ادعا أمرا لا يكون مبناه إلا على الصدق ومجانبة الكذب ، ويشتد حرصه على تصحيحه ، حتى يتحمل له المشاق ، ويركب له الأخطار ، ويعاديه على ذلك قوم ألباء عقلاء ، يرجعون إلى الحصافة التامة ، والتمييز الشديد ، سيما إذا كان ما يدعيه لا يتم إلا بما يحصل في النفوس من تعظيمه وحشمته ، لصدق لهجته ، ووفور وقاره وهيبته ، فلا يجوز مع سلامة الأحوال أن يورد على العدو الكاشح ، والولي المناصح ، ما لا يأمن أن يظهر فيه كذبه في يومه أو غده ، أو بعد مدة قصيرة أو طويلة ، حتى يفتضح بذلك عند الجميع ، ويحتج به عليه أعداؤه ، وينفر عنه أصحابه ، لأن ذلك يجري مجرى التعرض بتشويه الانسان لنفسه بين أعدائه وأوليائه ، مع التماسه منهم تعظيمه وتوقيره وإكباره وإجلاله ، مع سلامة الأحوال . وما جرى هذا المجرى ، نعلم قطعا أنه لا يقع على وجه من الوجوه .
فإذا ثبتت هذه الجملة فتلاوته صلى الله عليه وآله وسلم هذه الآيات عليهم لا تخلو:
من أن تكون من تلقاء نفسه .
पृष्ठ 149