137

नबी के नबुआत का साबित होना

إثبات نبوة النبي

शैलियों

وقال: سمعت الشعر ، وسمعت كلام الكهنة ، وما هذا شيئا من ذلك )) (¬1) ، وإلى سائر ما ذكر من غيرهم في أمر القرءان ، فلو كان القرءان أمرا لا يتعذر مثله على العرب وإنما صرفوا ، كان لا يتعجب منه المتعجب ، ولا يحار فيه الحائر ، وإنما كان يكون التعجب والحيرة في صرفهم .

ألا ترى أن نبيا لو قال: معجزتي أن أكلمكم اليوم إلى المساء بما تكرهون ، فلا يمكن أحد (¬1) منكم أن يجيبني ، لأنكم تصرفون عنه ، كان الاعجاز في صرفهم هو الذي يكون أعجوبة .

وقد يحار من يحار دون مخاطبته المعهودة لهم ، كذلك يجب أن يكون حال القرءان والصرف على أوضاعهم لو كانت صحيحة ، وفي جري الأحوال على خلاف ذلك دلالة على فساد قولهم .

فأما السور القصار ، فليس يبعد عندي أن يقال: إنهم صرفوا عن الاتيان بمثلها ، إذ ليس يظهر لنا في نظمها وفصاحتها ما يمكن أن نقول: إن الاعجاز تعلق (¬2) فيه ، وهذا فيه نظر . والله أسأل حسن التوفيق .

ونحن نبين الآن فصاحة القرءان وشرف موقعه ، ومصادفة نظمه أعلى (¬3) طبقات الفصاحة ، إذ به يتم ما اعتمدناه وبنينا كلامنا عليه . والله الموفق والمعين .

पृष्ठ 189