129

नबी के नबुआत का साबित होना

إثبات نبوة النبي

शैलियों

على أنا قد عرفنا من حال كل من ادعا أنه يعارض القرءان ، أو يأتي بما يقاربه ، نحو مسيلمة ، وطليحة ، وابن المقفع ، على اختلاف أحوالهم ، طلب الأسلوب والفصاحة معا ، ولم يكن فيهم من كان يأتي بشعر أو خطبة فيدعي أنه قد أتى بما يقاربه ، فدل ذلك على أنهم أجمعون عرفوا أن المقصود بالتحدي هو النظم والفصاحة معا . فدل ذلك على صحة ما قلناه .

على أن قوله عز وجل: { فأتوا بسورة من مثله } [البقرة: 23] ، وقوله عز وجل: { فأتوا بعشر سور مثله مفتريات } [هود: 13] ، يدل على أن النظم مقصود بالتحدي ، لأن اسم السورة لا ينطلق على الشعر ، ولا الخطبة ، ولا الرسالة ، ولا أسجاع الكهنة ، ولا المحاضرة ، وإنما ينطلق على ما له هذا النظم المخصوص .

فإذا كان كذلك ، كان قوله: { قل فأتوا بسورة } [يونس: 38] جاريا مجرى أن يقول: فأتوا بجملة لها هذا النظم المخصوص ، فبان صحة ما ادعيناه من تعلق الاعجاز بالنطم مع الفصاحة .

فإن قيل: إذا ثبت أن هذا النظم المخصوص لم تكن العرب تعرفه ، ولا جرت عادتها باستعماله ، فمن أين ادعيتم أن اسم السورة يتناوله دون سائر أجناس الكلام ؟!

قيل له: هذا الاسم جاري مجرى الأسماء الشرعية ، لأنه لم تكن العرب تستعمله في جمل شتى من أجناس الكلام ، وإنما استعمل ذلك بعد نزول القرءان ، إلا أنه لما قال عز وجل: { بسورة من مثله } [البقرة: 23] ، وقال: { عشر سور مثله مفتريات } [هود: 13] ، صح أنه يجوز استعماله فيما يجانس نظمه من الكلام .

पृष्ठ 181