ومثاله في الصفة من كتاب الله قوله تعالى { وربائبكم التي في حجوركم من نسائكم التي دخلتم بهن } فمفهوم قوله اللاتي دخلتم بهن أن الزوجة التي لم يدخل بها الزوج، وإنما عقد عليها فقط لا تحرم عليه بنتها أي لا يحرم عليه نكاحها.
ومثاله فيها من السنة قوله - صلى الله عليه وسلم - "في الغنم السائمة زكاة" فمفهوم الصفة أن المعلوفة لا تجب فيها زكاة وهو كذلك عند غير مالك.
ومثاله في الظرف من كتاب الله قوله تعالى { الحج أشهر معلومات } وقوله { وأنتم عاكفون في المساجد } فمفهوم الظرف أن الحج في غير تلك الأشهر، والاعتكاف في غير المساجد غير مشروع ولا يحل.
ومثاله فيه من السنة قوله - صلى الله عليه وسلم - "إذا دخل رمضان فتحت أبواب السماء وأغلقت أبواب جهنم"، وقوله - صلى الله عليه وسلم - "إذا حلم أحدكم حلما يخافه فليبصق عن يساره" فمفهوم الظرف أن غير رمضان من الشهور لا تفتح فيه أبواب السماء ولا تغلق فيه أبواب جهنم، وأن البصاق عن اليمين أو عن الأمام أو الوراء لا يؤمر به من حلم حلما يخافه.
ومحل كون دليل الخطاب حجة شرعية ما لم يكن له مانع شرعي، وموانعه ستة:
منها كون ذكر القيد الذي هو الشرط أو الوصف أو غيرهما من القيود التي يجري فيها دليل الخطاب خارجا مخرج الغالب لا مخرج التقييد كقوله تعالى { وربائبكم اللاتي في حجوركم } فوصف الربائب بكونهن في حجر الزوج خرج مخرج الغالب، لأن الغالب في الربيبة أن تكون في حجر زوج أمها، فليس مقصودا به تقييد تحريم الربيبة على زوج أمها بما إذا كانت في حجره فتحرم عليه وإن لم تكن في حجره فلا تحرم، وهذا هو مذهب مالك خلافا للظاهري فإنه اعتبر التقييد.
ومنها كون ذكر القيد لأجل الامتنان لا التقييد كقوله تعالى { وهو الذي سخر لكم البحر لتأكلوا منه لحما طريا } فوصف اللحم بالطراوة خرج مخرج امتنان الله على عبيده لا لأجل تقييد جواز أكل اللحم بكونه طريا فلا يجوز أكل القديد.
पृष्ठ 10