86

इरशाद

الإرشاد إلى نجاة العباد للعنسي

शैलियों

सूफ़ी

هذا الوليد بن يزيد(1)كان جبارا مترفا قال يوما لجلسائه: يزعم الناس أن ملكا ما تم له سرور يوما. قالوا: كذلك روي فقال: والله لأستكملن لذة يومي هذا، ثم اتخذ جارية له يقال لها: حبابة(2). وكانت اشتريت بمال جسيم، ولم ير مثلها، ودخل بستانا في جانب دار الخلافة، فيه أنواع الأشجار والأزهار والأنهار، وأخذ غلاما لطيفا يصلح للخدمة، من أظرف الغلمان، وقال لحاجبه: اطو عني جميع الأخبار، ولو أخذ نصف المملكة، وأخذ ما يحتاج إليه في يومه ذلك من الطيبات والطيب، ودخل إلى مجلسه في بستانه، فلما استقر به المجلس وهي تضاحكه وتغنيه وتملح في عينيه، إذ دعا الوليد برمان مقشر في جام من جوهر، فجاء به الغلام، فأخذت في فمها حبة فضحكت فشرغت فماتت، فقلبها وكان الحق فصاح وأعول، فما لبثوا أن خرج عليهم مكشوف الرأس، منتوف الشعر، مخموش الوجه، باكي العين، حزين القلب، ولم يقبرها إلا بعد ثلاثة أيام، حتى اجتمعت بنو أمية إلى مسلمة بن عبد الملك(3) وقالوا: هذه سبة لا تنسى فدخل عليه وقال: ما أنت وحبس هذه الجيفة، أما علمت أن في حبسها عار الأبد. فقبرها وحزن عليها حزنا شديدا.

पृष्ठ 89