इंतिशार खट्ट अरबी
انتشار الخط العربي: في العالم الشرقي والعالم الغربي
शैलियों
(1) العرب والكتابة قبل الإسلام
الخط من الصناعات المدنية التي تقوى وتضعف بقوة الحضارة وضعفها، والعرب - ونخص بالذكر منهم أهل الحجاز - كانوا قبل الإسلام أمة بدوية، لا تقتضي معيشتهم انتشار الكتابة والقراءة، وليس في آثارهم بالحجاز ما يدل على أنهم كانوا يعرفون الكتابة والقراءة إلا قبيل الإسلام، مع أنهم كانوا محاطين شمالا وجنوبا بأمم ممدنة من العرب خلفوا نقوشا كتابية كثيرة، وأشهر تلك الأمم الأنباط في الشمال، كتبوا بالحرف النبطي، وحمير في اليمن، كتبوا بالحرف المسند، فلم يوجد فيهم من يقرأ ويكتب إلا بعد أن رحل بعضهم إلى بلاد الشام أو العراق، وتخلق بأخلاق الحضر، فاقتبس منهم الكتابة، وعاد وهو يكتب العربية بالخط النبطي (شكل
1-1 ) أو السرياني اللذين تولد منهما الخط العربي. (1-1) أصل الخط العربي
شكل 1-1: الخط النبطي. كتابة عربية بخط نبطي، وجدت على قبر امرئ القيس، وتقرأ هكذا: «(1) تي نفس مر القيس بر عمرو ملك العرب كله ذو أسر التاج. (2) وملك الأسدين ونزرو وملوكهم وهرب مذحجو عكدي وجاء. (3) بزجو في حبج نجران مدينة شمرو وملك معدو ونزل بنيه. (4) الشعوب ووكله لفرس ولروم فلم يبلغ ملك مبلغه. (5) عكدي هلك سنة 223 يوم 7 بكسلول بلسعد ذو ولده.»
من المحقق أن أقدم أشكال الخط العربي: الشكل النسخي والشكل الكوفي؛ فأولهما: متخلف عن الخط النبطي (شكل
1-1 )
وقد تعلمه العرب من الأنباط في حوران أثناء رحلاتهم إلى الشام. وثانيهما: متخلف عن الخط السطرنجيلي السرياني، تعلمه العرب من العراق قبل الهجرة بقليل، وكان يعرف (أي الخط الكوفي: شكل
1-3 ) قبل الإسلام «بالحيري» نسبة إلى الحيرة، وهي مدينة عرب العراق قبل الإسلام التي ابتنى المسلمون الكوفة بجوارها. فهذان الخطان هما أصلا الخط العربي، أو هما الحلقة الأخيرة من سلسلته؛ إذ الحلقة الأولى من سلسلة الخط العربي هي الخط المصري القديم، وثاني حلقة هي الخط الفينيقي، وهو مشتق من الخط المصري القديم، وثالث حلقة هي الخط الآرامي المشتق من الفينيقي ومن الخط الآرامي. هذا اشتق الخطان النبطي والسطرنجيلي السرياني اللذان اشتق منهما الخط العربي، كما تراه في الجدول الآتي: (جدول سلسلة الخط العربي شكل
1-2 )
شكل 1-2
अज्ञात पृष्ठ