इंतिशार खट्ट अरबी

अब्दुल फत्ताह अबादा d. 1347 AH
52

इंतिशार खट्ट अरबी

انتشار الخط العربي: في العالم الشرقي والعالم الغربي

शैलियों

2-9 ) في سهول بواتيه سنة 114ه/732م، وكان النصر أولا للمسلمين، إلا أنهم هزموا بعد ذلك، ورجعوا إلى نربون عن طريق طولوز وقرقسون؛ لرسوخ قدمهم في تلك الجهات، وعلى الخصوص في نربون التي لم يستطيع شارل إخراجهم منها، واستمر العرب في جنوب فرنسا حقبة من الزمان يستعملون الخط العربي، لا سيما في أطراف مارسيليه، ولم يزل يشاهد في متحف نربون كثيرا من آثارهم وأوانيهم الخزفية، وإليهم تنسب «جبال المور» كما نسبت إليهم «قسطل سارازين»، وهي مدينة بين بوردو وطولوز، والقسطل هو الحصن أو القلعة، ولم يزل في ضواحي القدس قرية يقال لها: القسطل، فقسطل سارازين معناها حصن العرب، ثم عادوا بعد ذلك وأغاروا على سواحل مرسيليا مرارا وأسسوا سنة 276ه/899م مستعمرة فراقسينه فيما بين وينيس وطولون، ومكث المسلمون في فراقسينه طول القرن العاشر، وتزوج بعضهم بنساء تلك الإيالة الفرنساوية، واشتغلوا بفلاحة أرضها، حتى أصبحت زاهية بحضارتهم، ثم جالوا سنة 324ه/935م في إقليمي تارنتيزه ووالس، ثم في بلاد السويس (سويسرا )، ومدوا نفوذهم سنة 331ه/942م على فريجوي وطولون وجميع سواحل البحر الأبيض المتوسط في فرنسا، فضبطوا بذلك إيالة دوفينه، وهي في شمال بروفانس على ضفة الرون اليسرى، وضبطوا في شمالها أيضا إيالة برغونية وسموها: «أرض برغونة»، وإيالة فرانش كونته وإيالة فينا، وفينا هذه إيالة في وسط فرنسا الغربي بخلاف سميتها عاصمة النمسا والمجر، وكان حاصرها الأتراك كما سيأتي، وضبطوا في فرنسا جميع ضفاف الرون، وغزوا القرى والمدن التي في تلك الإيالات.

40

فكانت الأفكار تتبادل بين الفريقين، وحيث كان المسلمون في ذاك العصر أرقى حضارة وأدبا من جيرانهم المسيحيين، كانت الإفرنج تقتبس من معارف المسلمين، وتحصل العلم في مدارسهم وجوامعهم، كما فعل البابا سيلفستر الثاني، وقيل: إنه أول من أدخل لبلاد الإفرنج ما يسمونه الأرقام العربية ونسميه الأرقام الهندية، وكانوا لذلك العهد يستعملون الأحرف اللاتينية التي هي بمثابة الحروف الأبجدية، واقتفى طلاب العلم أثر هذا البابا الحكيم، وكذا المنتحلون منهم للشعر والأدب كانوا يقلدون شعراء العرب وأدباءهم، وكان المجاورون للعرب من أهالي فرنسا وشمال إسبانيا يحيدون عن تعلم أشعار اللاتين، ويكبون على تعلم أشعار العرب وأزجالهم، وكان فقراؤهم في القرن الحادي عشر ينشدون الأناشيد والمدائح العربية، وهم يستعطفون على الأبواب وفي الطرقات، فيستمع الناس لهم ويتصدقون عليهم، لا لفهمهم ما يقولون وإنما شوقا منهم وحنانا للألحان والأنغام والقوافي الرنانة.

41

وكذلك كان الخط العربي منتشرا في صقلية (سيسليا) وما جاورها من جنوب إيطاليا نحوا من قرنين ونصف أي من سنة 832ه إلى سنة 1091ه، فإن العرب مدوا نفوذهم عليها وحاولوا دخول أوروبا من الجنوب بطريق إيطاليا، ففتحوا صقلية وجميع القسم الجنوبي من إيطاليا وكثير من مدنها، حتى حاصروا رومية، وكادوا يفتحونها واستولوا على مينائها أوستيه، وهي بقرب مصب نهر التبر، وعلى بيزا

ذات البرج المائل، وكانوا يسمونها: «بيش»، وعلى جين (جنوة) التي في شمالها، واحتلوا سينيوم عند أسوار نابلي، واستقروا في دالماتيا وأنشئوا مستعمرة كاريليانوا لمقاومة مملكة البابا، ورسخت للعرب قدم في جميع هذه البلاد، واستبحر فيها عمرانهم، فنقلوا إليها عوامل تمدنهم من المدارس والمساجد والمعامل وغيرها.

والناظر في أرجاء صقلية اليوم يجد كل شيء فيها ذا صلة وارتباط بالعرب، فاللغة الصقلية ما هي إلا خليط من الإيطالية والعربية، والقسم الأكبر من مدائن تلك الجزيرة إنما أسماؤه عربية في الحقيقة، وإن يكن قد طرأ عليها من فساد التداول ما ذهب بمسحتها العربية الأصلية، وإنا لنذكر منها الأسماء الآتية:

Calatafimi

محرفة عن «قلعة فيمي»،

Calatanisetta

अज्ञात पृष्ठ