قال بلهجة الأستاذ: بهية، أين أنت؟ كنت أبحث عنك.
ارتبكت لحظة ثم قالت: كنت في حجرة الطالبات.
قال بصوت يكاد يكون أمرا: تعالي معي إلى مكتبي خمس دقائق.
همست في أذنها زميلة: سيضربك على أصابعك بالمسطرة.
ضحكت واحدة أخرى وهي تضع يدها على فمها قائلة: سيشرحك بالمشرط.
مدت إحداهن عنقها وقالت: سيمزقك إربا.
تنهدت واحدة: يا بختك يا ريتني أنا.
شهقات، زفرات، تنهيدات، أنفاس متأججة برغبة دفينة مدفونة في الجسد كالجرثومة، تريد أن تنهش الجسد نهشا، وتمزقه، وتسحقه عن آخره فلا يبقى منه شيء.
دخلت وراءه مكتبه. كان قد خلع المعطف الأبيض والنظارة البيضاء، وعضلات الأستاذ المشدودة، وأصبح كشاب رياضي، ممشوق الجسم، بشرته بيضاء محمرة ملوحة بالشمس، وعيناه الزرقاوان أكثر اتساعا كأنهما مندهشتان. - ماذا حدث لك هذه الأيام يا بهية؟ لست بهية التي عرفناها.
انتفضت في ذعر كأنه نزع فجأة جزءا من ملابسها ورأى شيئا خاصا جدا، شيئا كانت تخفيه عن الأعين، وتحفظه لنفسها، وشدت حول عنقها ياقة البلوزة وقالت بصوت غاضب: أنا ككل يوم.
अज्ञात पृष्ठ