332

مني الخبر في هذه الجبال ، وإنما يرى العجائب الذين يحملون الزاد في الليل ويقصدون به مواضع يعرفونها ، فقد نهينا عن الفحص والتفتيش ، فودعته وانصرفت عنه (1).

** العاشر :

ست وثلاثمائة وجاورت بمكة تلك السنة وما بعدها إلى سنة تسع وثلاثمائة ثم خرجت عنها منصرفا إلى الشام ، فبينا أنا في بعض الطريق وقد فاتتني صلاة الفجر فنزلت من المحمل وتهيأت للصلاة ، فرأيت أربعة نفر في محمل فوقفت أعجب منهم فقال أحدهم : مم تعجب ، تركت صلاتك وخالفت مذهبك؟ فقلت للذي يخاطبني : وما علمك بمذهبي؟ فقال : تحب أن ترى صاحب زمانك؟ فقلت : نعم ، فأومى إلى أحد الأربعة. فقلت : إن له دلائل وعلامات ، فقال : أيما أحب إليك أن ترى الجمل وما عليه صاعدا إلى السماء ، أو ترى المحمل صاعدا إلى السماء؟ فقلت : أيهما كان فهي دلالة؟ فرأيت الجمل وما عليه يرتفع إلى السماء ، وكان الرجل أومى إلى رجل به سمرة وكأن لونه الذهب ، بين عينيه سجادة (2).

** الحادي عشر :

بينا أنا في الطواف قد طفت ستة وأريد أن أطوف السابعة ، فإذا أنا بحلقة عن يمين الكعبة وشاب حسن الوجه ، طيب الرائحة ، هيوب ومع هيبته متقرب إلى الناس ، فلم أر أحسن من كلامه ولا أعذب من منطقه في حسن جلوسه فذهبت اكلمه فزبرني (3) الناس ، فسألت بعضهم : من هذا؟ فقال : ابن رسول الله صلى الله عليه وآله يظهر للناس في كل سنة يوما لخواصه فيحدثهم. فقلت : مسترشدا إياك فأرشدني هداك الله.

قال : فناولني حصاة فحولت وجهي فقال لي بعض جلسائه : ما الذي دفع إليك ابن رسول الله؟ فقلت : حصاة ، فكشفت عن يدي فإذا أنا بسبيكة من ذهب فذهبت ، فإذا أنا به قد لحقني فقال : ثبتت عليك الحجة ، وظهر لك الحق ، وذهب عنك العمى أتعرفني؟ فقلت : اللهم لا. قال : أنا المهدي ، أنا قائم الزمان ، أنا الذي أملأها عدلا كما ملئت جورا ، إن الأرض لا

पृष्ठ 340