Chorizontes (أو العلماء المصنفين) وعلى رأسهم العالمان بقواعد اللغة إكسينون
Xenon
وهيلانيكوس
Hellanicus ، الذين يحتمل أن كانوا من بداية الحقبة السكندرية، قررت أن الأوديسة من نظم شاعر لاحق، وحتى العلماء المحدثون شاركوهم في هذا الرأي، بينما قرر آخرون، معتمدين على المطابقة الأساسية للنغمة واللغة والوزن، وغير ملقين أهمية كبيرة إلى مواضع الاختلاف مفسرين إياها بأنها نتجت عن اختلاف الهدف في الملحمتين وإلى مرحلة نظمها من حياة ذلك الشاعر، فقرروا أنها من نظم الشاعر نفسه. ومع كل إعجابنا بفن وجمال الملحمتين الهومريتين، لا ننكر أنهما لا تتصفان بنفس مستوى الكمال في جميع أجزائهما. فإلى جانب الفقرات البالغة الروعة توجد فقرات أخرى ركيكة وغير جذابة، ونقط توقف في السرد، كما توجد بهما بعض المتناقضات. لم تفت هذه العيوب ملاحظة العلماء السكندريين، الذين نسبوا أية اعتراضات من هذا النوع إلى التذييلات الكثيرة، ليس في سطور فردية فحسب، بل وفي فقرات بأكملها. فمثلا، قرروا أن النصف الثاني من الكتاب قبل الأخير، وجميع الكتاب الأخير من الأوديسة، زائف.
قدمت عدة تفسيرات لهذه العيوب في العصور الحديثة؛ فأولا لاحظ ف. أ. ولف
Wolf (1795م) أن فن الكتابة في عصر هوميروس لم يمارس على نطاق واسع يسمح باستعماله في الأغراض الأدبية، وأنه يستحيل، حتى على أعظم نابغة أن يخرج كل هذه الكمية الضخمة باستخدام الذاكرة وحدها، وينقلها إلى غيره. وعلى هذا الأساس قرر أن الإلياذة والأوديسة اتخذتا صورتيهما الحاليتين لأول مرة، في عصر بيزيستراتوس، عندما حددت الأناشيد القديمة، المحفوظة بالتقاليد الشفوية وحدها، حددت بالكتابة وجمعت وأدمجت في منظومتين ضخمتين. تبع ولف آخرون، حاولوا تقسيم الإلياذة بنوع خاص إلى أناشيد منفصلة ومستقلة، وقرر آخرون أن ملحمتي هوميروس تتكونان من إنشادات متوسطة الطول هي: غضب أخيل، وعودة أوديسيوس، تناولهما التطويل والتحسين والتغيير حتى نتج منها الأوديسة والإلياذة الحاليتان. وتقدم آخرون ففرضوا أنهما تكونتا من عدد من القصائد البطولية الصغيرة، بدلا من عدد ضخم من الأناشيد الفردية. وهكذا أدمجت قصيدة أخيلية وإلياذة فنتج عنهما الإلياذة الحالية. وكذلك الأوديسة الحالية نتجت عن إدماج قصيدة تيليماخية وقصيدة عن عودة أوديسيوس. ومن ناحية أخرى تقرر هيئات موثوق بها أنه، مع التسليم جدلا بإمكان الانتفاع بالأناشيد التي كانت موجودة من قبل، فإن الأوديسة والإلياذة، كونتا منذ بدايتيهما منظومة موحدة، ولكن سرعان ما تناولهما عدد كبير من المراجعات والتطويل حتى أخذتا، قبل بداية الأوليمبياد، الصورة الأساسية التي تحتفظان بها. ومن المؤكد أنه بعد أول أوليمبياد، نظمت قصائد بطولية على غرار الإلياذة والأوديسة، وأطول منهما، وإكمالا لهما. ولا يمكن إنكار أنه قبل هذه الحقبة بفترة طويلة، انتشر استخدام فن الكتابة على نطاق واسع في بلاد الإغريق. ومما لا يقبل الاعتراض، أنه علاوة على التشويهات الحادثة من التغييرات التي أصابت هاتين الملحمتين في عصور لاحقة، فقد يجوز حدوث بعض التعديلات غير المتشابهة في مختلف الأجزاء، وكذلك الكثير من عدم التطابق في هاتين القصيدتين، وحتى في صورتهما البدائية. ورغم عيوب التفاصيل هذه، فقد بقيت القصيدتان الهومريتان فذتين كأعمال فنية لم يتفوق عليهما أي عمل آخر، بما لهما من تأثير عظيم ليس فقط على تقدم الأدب والفن، بل وعلى الحياة الإغريقية كلها، حياة الأغارقة الذين اعتبروهما ملكية عامة للأمة واستخدموهما كأساس لجميع التعاليم والثقافة. وحتى الآن، بعد ما يقرب من 3000 سنة، ظل تأثيرهما باقي المفعول لم ينل منه القدم.
وعلاوة على الإلياذة والأوديسة، لدينا باسم هوميروس: (أ) مجموعة أناشيد، خمس طوال، عن أبولو البوثي والدلفاوي، وهيرميس، وأفروديت، وديميتير، وتسع وعشرون قصيدة قصيرة عن آلهة شتى. وهذه، في الحقيقة، مقدمات يستهل بها المنشدون الجائلون أية أنشودة من أناشيدهم. وموضوع كل قصيدة منها مدح للإله الذي تنشد الأناشيد في عيده، أو في البلد الذي يكرم فيه بنوع خاص. وربما كان اختيار القصيدة الاستهلالية خاضعا لمضمون القصيدة التالية، وإذا لم يكن هوميروس هو ناظم هذه القصائد، فإنها من نظم المنشدين التابعين للمدرسة الهومرية. وهكذا اعتبر المنشد كونايثوس
Cynaethus
ناظم أنشودة أبولو الدلفاوي. ويبدو أن هذه المجموعة قد أعدت لاستعمال المنشدين الجائلين في أتيكا، على أساس إمكان الاختيار منها تبعا لرغبة المنشد. (ب) ست عشرة قصيدة قصيرة أطلق عليها
Epigrammata ، من الشعر الأقدم. اثنتان منها أناشيد بالأسلوب العامي، والكامينوس
अज्ञात पृष्ठ