وإني لأحمد الله - عز وجل - إذ مكنني وساعدني وألهمني، ووهبني القدرة على إخراج هذا الكتاب الذي بين يديك، يا قارئي العزيز، بالصورة التي هو عليها، في ظروف للنشر، تعتبر غاية في القسوة من حيث الغلاء، وارتفاع أسعار الورق والطباعة ارتفاعا فاحشا، علاوة على كل ما يتصل بهذه المهنة الشريفة من شتى نواحيها، وما بالكتاب من صور وكليشيهات كثيرة أضافت إلى تكاليف الطباعة مبالغ باهظة فوق طاقة الناشر.
لذا، لا يسعني إلا أن أقدم لدار الفكر العربي والعاملين بها، وعلى رأسهم الأستاذ محمد محمود الخضري، أجزل الشكر ووافر الامتنان والعرفان، لما أبدوه نحو الإلياذة من اهتمام بالغ، ولما بذلوه في إخراجها بهذا الثوب الجميل الذي ظهرت به. مع شكري الخاص للأستاذ محمد عبد الغني السيد، الذي تفضل بمراجعة البروفات الأولى، وهيمن على الطباعة بكفاءة عالية.
وفقنا الله جميعا إلى ما فيه خير المكتبة العربية بصفة عامة، والمكتبة الكلاسيكية بصفة خاصة، إنه على كل شيء قدير.
أمين سلامة
جاردن سيتي في 1 / 1 / 1981م
رأي المرحوم الدكتور محمد مندور
أستاذ النقد الأدبي والمتخصص في الآداب
اليونانية اللاتينية
كتب سيادته في العدد الثالث والأربعين من مجلة «المجلة» بتاريخ يوليو سنة 1960م رأيه في إلياذة هوميروس فقال: «يعتبر عمل الدكتور حسن عثمان في حقل الترجمة تجديدا، أو استمرارا للعمل الكبير الذي قام به من قبل الأديب العربي الضخم سليمان البستاني بترجمته لإلياذة هوميروس إلى العربية، وإن كنا نعتقد أن ترجمة الدكتور حسن عثمان للكوميديا الإلهية ستظل دائمة الحياة والنفع والتأثير في أجيالنا المتعاقبة؛ وذلك لأن ما بقي حيا مقروءا من ترجمة سليمان البستاني للإلياذة، إنما هو المقدمة الضخمة التي كتبها لتلك الترجمة، وتناول فيها الكثير من قضايا الشعر عامة والملحمي بخاصة، وأوزان الشعر وقوافيه عند الغربيين وعند العرب على السواء، وأما الترجمة في ذاتها، فبالرغم من أن البستاني قد اختار لها الشعر وعاء، إلا أن شعره جاء عسيرا مصنوعا لا ماء فيه، وكأنه منحوت من صخر، فذهب ببساطة شعر هوميروس وخفته وسذاجته الساحرة؛ ولهذا نعتقد مخلصين أن الترجمة النثرية التي نشرها الأستاذ أمين سلامة أخيرا باللغة العربية في ثلاثة أجزاء من مطبوعات «كتابي» أفضل بكثير من ترجمة البستاني الشعرية المبهمة. ومن المؤكد أنه لو شفع الأستاذ أمين سلامة ترجمته للإلياذة بدراسته لها ولهوميروس وعصره كما فعل الدكتور حسن عثمان بالنسبة للكوميديا الإلهية، وأعاد طبعها في المظهر اللائق بمثل هذا العمل الضخم على نحو ما فعلت دار المعارف في طبعها للجزء الأول من الكوميديا الإلهية، لحظيت ترجمة الأستاذ أمين سلامة للإلياذة بكل ما تستحق من شكر وإقبال.»
وكتب الدكتور محمد مندور هذا المقال بجريدة الجمهورية في باب «دراسات في الأدب والنقد» تحت عنوان «أوديسة هوميروس ... ملحمة جواب الآفاق» وقد تعرض سيادته في هذا المقال للإلياذة أيضا فقال:
अज्ञात पृष्ठ