فإنه لما وقع النكير على من حذر من المعاونة على الفتنة بقول كالحث على إحياء أرض الظالمين أو مال كتسليم ما يعسكرون به العساكر، ويحصنون به الحصون، ويضطهدون بسببه الآمرين بالمعروف ولا الناهين عن المنكر، ويخيفون من أوجب الله أمانه، ويؤمنون به من أوجب الله تخويفه، ويتقوون به على سفك الدماء وينكحون به الذكور، ويشربون به الخمور، ويلبسون به الحرير، إلى غير ذلك مما لا أحصى من المحضور، وآثاره الشرور،.
وعلمت أن الله سبحانه لا يعذر عن تبيين الحق، قال تعالى: {الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب [1]أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون}، وغيرها مما يؤدي إلى هذا المعنى من الآيات.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((من كتم علما مما ينفع الله به في أمر الدين ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار))، وغيره مما يؤدي إلى هذا المعنى من الأخبار.
جمعت في هذا الكتاب
من الأدلة وأقوال الأئمة عليهم السلام ما يشتد به إن شاء الله ظهور المؤمنين، ويرغم به أنوف المبطلين، ولا عدوان إلا على الظالمين {إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب}.
أما الأدلة، فقال تعالى: {ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن المعين للظالمين كالمعين لفرعون على موسى))، رواه الهادي عليه السلام في الأحكام.
पृष्ठ 81