أجل من رأيت وأعلى من عنه رويت، حامل لواء مذهب الشافعي على كاهله، الراقم له بأنامله شيخنا شيخ مشائخ الإسلام عمدة العلماء الأعلام، ملحق الأخفاد بالأجداد، والمنفرد في زمنه بعلو الإسناد: أبو يحيى زكريا الأنصاري الشافعي، تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جنته، مولده تقريبا سنة أربع أو ست وعشرين وثمانمائة، ووفاته ثالث ذي الحجة سنة ست وعشرين وتسعمائة، أجل مشائخه بالقراة والسماع أمير المؤمنين في الحديث شيخ الإسلام والحفاظ شهاب الملة والدين أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، وعالم الحنفية الكمال بن الهمام، وشيخ الإسلام علم الدين بن شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني الشافعيان والعز بن الفرات وغيرهم، وبذكر هؤلاء نستغني عن ذكر مسانيدهم مع ضيق الزمن عن الاستيعاب.
وقد أجزت للشيخ الإمام محمد المذكور وأولاده وأصحابه وأهل إقليمه، بل ومن أدرك حياتي على رأي من قال به من الأئمة المعتبرين أن يرووا عني جميع ما يجوز لي، وعني روايته من مقرؤ ومسموع وتأليف وإفتاء، وإيجاز ومناولة ومكاتبة ووجادة ومراسلة وفروع،أصول ومعول ومنقول، وكتب تفسير قرآن وحديث وفقه وأصول وكلام ونحو وتصريف ومعان وبيان وبديع وأدب ومنطق ومعاجم ومسانيد منسخات ومستخرجات، وأجزاء، وكتب سير وتواريخ ودواوين وغير ذلك بشرطه المعتبر عند أئمة الحديث والأثر مما أخذ به دراية وأسندته رواية، وشرطت على الشيخ أن لا ينساني من دعواته الصالحة في خلواته وحلواته، وعقيب درسه وتألفياته وإفتائه وكتاباته، ختم الله له ولي بالحسنى وبلغنا أجمعين من وصله للمفام الأرفع الأسنى آمين.
قال ذلك عجلا، وكتبته مرتحلا خادم العلم الشريف بحرم الله الكبير العظيم المنيف أحمد بن محمد بن محمد بن علي بن حجر الشافعي عفا الله عنه وعن مشائخه ووالديه والمسلمين حامدا لله ومصليا ومسلما على نبيه محمد وآله وصحبه وشيعته وحزبه، ومحوقلا، ومحسبلا ومسبحلا ومفوضا ومستعينا بربه.
पृष्ठ 66