فإن الشيخ الفقيه العالم العلم السالك النهج الأقوم، الماسك راية علم البيان، بحق اتساع الباع وشجاعة اللسان، ورسوخ القدم، حامل علم الرواية بموجب الحفظ والضبط والإتقان، المتلقى بالتسليم، الملقى إليه السلم، الخطيب البليغ، الإمام المجيد المفيد الشهير الخطير، الحافل الكامل، أبا سعيد بن عبد الله بن أبي سعيد، أبقاه الله معقودا على علميته في العلم الإجماع، موجودا لديه الرشد والانتفاع، لما علم منزلة الفقيه النبيه، السري النزيه المبارك الأرض، سالك سبيل طلب العلم بجده الصادق وعزمه الأمضى، القاصد بذلك من حسن قبول الله سبحانه ما يظفر من كل محبوب، ويحضي ويخلص من كل مكروه وينجي، الفاضل الكامل أبو الفرج بن أبي القاسم الطنجي كمل الله أمله، وجعل لوجهه علمه وعمله من حسن الفهم والدراية، وتحريه التحقيق والإتقان في الرواية، إجازة في جميع ما تضمنه هذا التعليق المبارك من مروياته فيه عن عيون الملة، وأعلام العلماء الجلة رضي الله تعالى عنهم، ونفع بالمستنبط منهم، إجازة معينة تامة، وجميع ما تجوز له روايته مما لم يتضمنه، إجازة عامة على الشرط المعتبر، عند أئمة الأثر، نفعه الله تعالى بذلك، وأصحبه التوفيق فيما هو سالك. انتهى.
وتقيد بعقب هذا بخط المجيز للمذكور أعلاه، جميع ما ذكر أعلاه ما نصه:
صحيح. وكتب أبو سعيد بن عبد الله بن أبي سعيد غفر الله له، ولطف به بمنه ويمنه، في ثاني عشر جمادى الثانية سنة ست وأربعين وثمانمائة. انتهى.
وتقيد في خلال أوراق الأصل بخط المجاز المذكور حيث أشير ما نصه:
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيد الأولين والآخرين، نبينا محمد النور المبين، وعلى آله وصحبه وسلم إلى يوم الدين.
أما بعد: فقد قرأت على شيخنا الفقيه القاضي الخطيب الضابط الحافظ الخطير الحسيب الوجيه النحوي: أبو عبد الله محمد ابن شيخنا الفقيه الخطيب القاضي العالم العلامة، ذي الضبط والإتقان والرواية، أبي سعيد السلاوي بلغه الله تعالى فوق الأمل، وجعل همته في صالح القول والعمل:
من أول كتاب أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري إلى ((باب: الوضوء من التور)).
ومن كتاب الإمام أبي الحسين مسلم بن الحجاج من أوله إلى ((باب أول الإيمان، قول لا إله إلا الله)).
पृष्ठ 62