[بيان الملازمة]
أنه قد تقرر أن العلة الغائبة لاتتصور في الصادرة بالإيجاب كما اعترف به المعترض فيما كتبته على قول المؤلف قدس الله روحه.
[فصل]
ولا حقيقة هناك إلا الفاعل...إلخ، فإنه قال هنالك ما نصه: فإن الغائبة لا تكون إلا للفاعل بالاختيار، فإن الموجب لا يكون لفعله علة غائبة انتهى.
وهو صحيح بل نقول: إنها أي العلة الغائبة لا تتصور في حق من يكون مريدا قاصدا، وإنما يتصور ذلك فيما صدر بالاختيار؛ لأنه هو الذي يقصد فيه إلى الغاية، ويكون مقصودا أو لأجلها، وهذا ممتنع في حق الموجب قطعا، إذ هو بمعزل عن هذا القصد والإرادة كالنار بالنسبة إلى الإحراق، فإنه لا يتصور منها قصد الإحراق وإرادته، وكذلك كل ما كان فاعلا بالإيجاب دون الاختيار، وسنذكر هذا في موضعه إن شاء الله تعالى.
وأما بطلان اللازم فظاهر وهو واقع بهم لا محالة.
पृष्ठ 74