فقال السيد: نحن نسأل العدلية من أين لهم أن أحكام العقول صحيحة في نفس الأمر ولم لا يجوز أنها -أي العقول- ركبها الله تركبيا يقضي أنها تحكم مبا لا يطابق ما في نفس الأمر وأنها تدر الحسن في نفس الأمر فبيحا، وتدر القبيح في نفس الأمر حسنا، فإن قالوا: أنهم علموا صحة أحكامها ومطابقتها لما في نفس الأمر بالعقل لزم الدور المحال، وإن قالوا: أنهم علموا ذلك بالنقل لزمهم ما ألزموا به الأشاعرة من الدور المحال؟
فأجابه شيخنا قدس الله روحه في الجنة بما قطعه: وإن لم يعترف بأنه انقطع، فقال شيخنا : لنا على هذا الإيراد جوابان:
أحدهما:إجمالي، والآخر تفصيلي:
أما الجواب الإجمالي: فإنا نسألك عن إيرادك هذا هل هو عقلي أو نقلي، لاسبيل لك إلى القول بأنه نقلي وهو ظاهر فبقي أنه عقلي لا محالة ولم تدركه أنت؛ لا بالعقل، فأما إن يكون أي هذا الإيراد صحيحا او أن يكون فاسدا إن كان صحيحا لزم أن يكون قادحا في نفسه؛ لأن قدحه في العقل قدح في نفسه إذ هو مما أدركه العقل، وإن كان فاسدا فهو ساقط من أول الأمر فلا وروجد له أصلا.
पृष्ठ 149