قلت: وفي اعتراضه نظر على مذهبهم فيتأمل، وكل هذا ما....... إن شاء الله، وإن كان الثاني أي أنه يقول أن عقول المكلفين قد فضل كلها إلى مرتبة اللب ويحصل لها الخلوص من شوائب الوهم فقد بطل قوله، إنما يترتب خلوص [67] العقل وما بقي تحت طائل إلا مجرد الإيهام بأنه وارد على كلام المؤلف قدس الله روحه، بل نقول: أنه يبطل على هذا التقدير نفيه لأحكام العقول تبعا لأسلافه الأشاعرة وأمثالهم من نفاة الحكمة، بل نقول: أنه يبطل مذهبهم على التقدير الأول أيضا< لأن إتهام العقول في أحكامها ورميها بشوائب أوهامها كما أنه يستلزم فساد الركون إليها فكذلك يستلزم فساد القدح فيها فإن القدح فيها إنما يستدعي إلى حكم العقل لعدم صحة القدح في العقل بالنقل كما سيجيئ وهو احماعي، فإذا كان القدح في العقول لا ييستند إلى حكم العقل المحض هو حكم فاسد صادر عن حاكم متهم في أحكامه على هذا التقدير فلا صحة له أولا يصح حكم متهم اجماعا، وبهذا الترديد المذكور آنفا تنحل الشبهة التي ركن إليها السيد الحسن بن أجمد الجلال رحمه الله تعالى.
أخبرني بمكة حرسها الله تعالى أنه لما اجتمع بالسيد الحسن المذكور في اليمن باحثه في الحسن والقبح عقلا فأدرك منه السيد تعطيل مذهب الأشاعرة في ذلك وقال له شيخنا: أن الدور المحال لازم على مذهبهم.
पृष्ठ 148