قالت الفلاسفة الإسلامية: إن أصل العالم علة موجبة ، وتلك العلة غير موصوفة بشيء من صفات الإثبات لأنها لو وصفت لتعددت وتكثرت ، وتلك العلة غير مختارة والعالم ملازم لها في الوجود وفي القدم ملازمة شعاع الشمس لها، قالوا: ثم أن تلك العلة أثرت في ذات يقال لها عقلا فحصل لهذا العقل خلال ثلاث عقل لباريه ، وهي العلة الموصوفة وصحة وجوده في نفسه وإمكان وجوده من باريه، وهذه الخصال تتفاوت عندهم في الرتبة والشرف أشرفها صحة وجوده من باريه، وأوسطها عقل لباريه ، وأدناها إمكان وجوده في نفسه،ولأجل هذه الخلال الحاصلة له أثر في ثلاثة أشياء لأجل الأشرف أشرف ولأجل الأوسط أوسط ولأجل الأدون أدون أثر لأجل عقله لوجوده من جهة باريه في عقل ، ولأجل عقله لإمكان وجوده في نفسه في فلك ، ولأجل عقله لباريه في (نفس فلك) ، ثم حصل لهذا العقل من الخلال ما حصل للأول ، وأثر في مثل ما أثر فيه العقل الأول ، ولم تزل العقول كذلك إلى أن بلغت عشرة والأفلاك تسعة والنفوس تسع والعقل العاشر هو المتولي بتدبير جميع العالم من الإيجاد والإحياء والإماتة وسائر ما اشتمل عليه العالم منوط بهذا العاشر،فأما الذات المتقدمة وما يليها إلى العاشر فلاحظ لها في شيء من أمر العالم،ولهم أقوال تخالف ذلك ، وكلها متفقة أن الذي ينتهي إليه جميع العالم علة ، وأن العالم ملازم في وجوده وجودها في القدم ، وسموا هؤلاء فلاسفة إسلاميين لأنهم يقرون بظواهر الإسلام،وقيل الحدوث مذهبهم بعد بعثة النبي صلى الله
عليه وآله وسلم.
وأما الباطنية: فلهم أقوال جمة من جملة أقوالهم قول يشابه هذا القول إلا أنه يفارقه من ثلاثة أوجه :
पृष्ठ 27