269

وروي عن ابن عباس (رضي الله عنهما) في قوله تعالى{سلام على آل ياسين}(الصافات:130) قال على آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم. وروي عن الباقر أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام في قوله عز وجل{وعمل صالحا ثم اهتدى}(طه:82) قال إلى ولايتنا أهل البيت، وعن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى{ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور}(الشورى:23) قال المولاة لآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وروي أنه صلى الله عليه وآله وسلم (صلى و) استقبل القبلة ودعا الله تعالى بما شاء ثم أكب إلى الأرض وذرفت عيناه بدموع غزيرة فعل ذلك ثلاث مرات وعنده الحسين بن علي عليه السلام فوثب إليه الحسين فضمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال له الحسين إني رأيتك يا رسول الله تصنع صنعا لم تصنع مثله فقال : يا بني سررت بكم سرورا لم أسر مثله وإن حبيبي جبريل أتاني وأخبرني أنكم قتلى وأن مصارعكم شتى فأحزنني ذلك فدعوت الله لكم، فقال الحسين عليه السلام: يا رسول الله من يزورنا على تشتتنا وتباعد قبورنا فقال: طائفة من أمتي يريدون بذلك صلتي إذا كان يوم القيامة زرتهم بالموقف فأخذت بأعضادهم فأنجيتهم من أهوالها وشدائدها، وقال صلى الله عليه وآله وسلم:(الإسلام لباسه الحياء وزينته الوفاء ومروته العمل الصالح وعماده الورع ولكل شيء أساس وأساس الإسلام حبنا أهل البيت)، وعنه صلى الله عليه وآله وسلم:(ثلاثة أنا شفيعهم يوم القيامة الضارب بسيفه أمام ذريتي والقاضي لهم حوائجهم لما احتاجوا إليه والمحب لهم بقلبه ولسانه)، وعنه صلى الله عليه وآله وسلم:(من مات على حب آل محمد مات شهيدا، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مغفورا له، ألا ومن مات على حب آل محمد مات تائبا، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مستكمل الإيمان، ألا ومن مات على حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة ثم منكر ونكير، ألا ومن مات على حب آل محمد يزف إلى الجنة كما تزف العروس إلى بيت زوجها، ألا ومن مات على حب آل محمد جعل الله زوار قبره بالرحمة الملائكة، ألا ومن مات على حب آل محمد مات على السنة والجماعة)

وقال صلى الله عليه وآله وسلم:(حرمت الجنة على من ظلم أهل بيتي وقاتلهم وعلى المعين عليهم أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم)، وعنه صلى الله عليه وآله وسلم:(أحبوا الله لما يغذوكم من نعمه وأحبوني لحب الله وأحبوا أهل بيتي لي ). ومما يدل على نجاتهم قصر الإمامة فيهم كما مر دليله، وقد قال تعالى{يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه أولياء أولئك في ضلال مبين}(الأحقاف:31،32)،وقال تعالى{يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}،وداعي الله وأولي الأمر من أهل البيت قطعا بالدليل الدال على قصر الإمامة فيهم دون غيرهم، وبدليل قوله صلى الله عليه وآله وسلم:(من سمع واعيتنا أهل البيت ولم يجبها أكبه الله على منخريه في نار جهنم) وهذا غاية الوعيد والزجر على التخلف من داعي أهل البيت، فإذا ثبت وجوب طاعتهم ثبت أنهم ناجون إذ لا يجوز من الباري تعالى أن يوجب علينا طاعة من هو هالك في الهالكين.

पृष्ठ 324