इदाह फी शरह मिस्बाह
كتاب الإيضاح في شرح المصباح
शैलियों
وأما النصارى: فعندهم أن الله تعالى جوهر على الحقيقة ثلاثة أقانيم على الحقيقة، أقنوم أب وهو ذات الباري، وأقنوم الابن وهو الكلام وقبل العلم، وأقنوم روح القدس وهو الحياة، فالآخر هو الرابط بين الأولين وقالت فرقة منهم إن أقنوم الابن اتحد بالمسيح فصارا ذاتا واحدة، أي صار جوهر اللآهوت وجوهر الناسوت شيئا واحدا، ثم اختلفوا هؤلاء في هذا الاتحاد فمنهم من قال : اتحد به وحدة نوعية، ويقولون: إن جوهر اللآهوت دخل في جوهر الناسوت واتخذه له هيكلا،وربما قالوا: إن جوهر اللاهوت ادرع جوهر الناسوت كما يدرع الدهن السمسم، ومنهم من قال: اتحد به وحدة حقيقة أي صار الجوهران جوهرا واحدا وهؤلاء هم اليعقوبية منهم، وقد يحكى عنهم إطلاق أنه سبحانه اتحد بالمسيح من غير تخصيصه بأقنوم الابن، وبعضهم يجعل هذا الاتحاد اتحاد مشية بمعنى أن إرادتهما وكراهتهما صارت واحدة وهما مختلفان من جهة الذات فجوهر الناسوت غير جوهر اللآهوت وهؤلاء هم بعض النسطورية منهم.
وأما المطرفية: فمذهبهم أن الله تعالى أربعين اسما وأنها قديمة وكل اسم هو ذاته،فمقتضى كلامهم أنه أربعون فقد زادوا على النصارى في الإحالة،قال بعض أهل العدل وقيل أنه الإمام أحمد بن سليمان عليه السلام فعلى هذا أن كل مطرفي ثلاثة عشر نصرانيا وثلث لأن النصراني يقول أنه واحد ثلاثة، ومقتضى كلام المطرفية أنه واحد وأربعون.
पृष्ठ 118