أو التي ألفت فيها خاصة هي: كتاب جمهرة أشعار العرب لأبي زيد القرشي، ففي مقدمته بحوث موجزة طريفة تتصل بالبلاغة. وكتاب البيان والتبيين للجاحظ، وهو أهم ماألف في هذا الطور من كتب تتصل ببلاغات العرب نثرًا وشعرًا، وتتعرض لتحديد البلاغة بما حولها من آراء كانت ذائعة في عصر الجاحظ، وفيه كثير من بحوث البلاغة، فهو يعرف الاستعارة١ ويتكلم على السجع٢ ويشير إلى التفصيل والتقسيم٣ والاستطراد والكناية٤ والأمثال٥ والاحتراس٦ والقلب٧ والأسلوب الحكيم ٨، والجاحظ أول من تكلم على المذهب الكلامي٩ ويرى البلاغة في النظم لا في المعاني١٠ وهو ماذهب إليه ابن خلدون ١١، والجاحظ يشيد بالإيجاز١٢، كما يدعو في البيان كثيرًا إلى ترك الوحشي والسوقي، ويحث على الإفهام والوضوح، وعلى ترك التعمق والتهذيب في صناعة الكلام، إلى غير ذلك من شتى مادونه في البيان. ولا يضير الجاحظ أن كانت دراساته موجزة مفرقة كما يقول أبو هلال ١٣، فهي على كل حال ذات أثر كبير في نشأة البيان، وهي التي أوحت إلى كثير أن يعدوا الجاحظ الواضع الأول لعلم البيان. ومن الخطأ التهوين بأثر الجاحظ في البيان كما ذهب إليه بعض الباحثين المحدثين.
_________
١ ١١٦ جـ١ البيان.
٢ ١٩٤ جـ١ البيان.
٣ ١٧٠ جـ١ و٩١ جـ٢ البيان.
٤ ١٨٠ جـ و٨ و٢٩ و٣١ و٨٠ جـ٣ البيان.
٨٦٥ و٨٨ و١١٤ و١٨٣ جـ١ و٢٢٤ جـ٢ البيان.
١٦١٦ جـ١ البيان.
٧ ١٨٠ جـ١ البيان.
٢٠١٨ و٢٠٢ جـ٢ البيان.
١٠١٩ البديع لابن المعتز نشر محمد خفاجي، ٧٦ جـ٢ العمدة.
٤٠١٠ جـ٣ الحيوان.
٥٧٧١١ مقدمة ابن خلدون. ويقول شيلر: في الفن الشكل هو كل شيء والمعنى ليس شيئًا مذكورًا.
٨٣١٢ و٨٦ جـ١ ومواضيع أخرى.
١٣ ص٦ و٧ الصناعتين.
1 / 6