इदाह फी उलूम बलागा
الإيضاح في علوم البلاغة - إحياء العلوم
अन्वेषक
محمد عبد المنعم خفاجي
प्रकाशक
دار الجيل
संस्करण संख्या
الثالثة
प्रकाशक स्थान
بيروت
1 / 3
١ لا تجد في العصر الجاهلي كلمات من البلاغة إلا ما روي عن عامر بن الظرب حين سئل من أبلغ الناس؟ فقال: من حلى المعنى المزين باللفظ الوجيز وطبق المفصل قبل التحزيز "٢٠٦ جـ١ العمدة، ٢٨٠ جـ٢ الأمالي" وفي العصر الأموي نجد لمعاوية كلمات في البلاغة ولسواه، روي أن معاوية سأل صحارًا عنها فأجابه "راجع ٨١ جـ١ البيان، ١٨ جـ٢ الكامل". ٢ ١٠٤ وما بعدهاجـ١ البيان. ٣ ٩١ جـ١ البيان، ٢١٤ جـ١ العمدة، ٧٥ جـ١ البيان، ٤٤-٤٦ الرسالة العذراء، ٢ و٣ و٢٢ و٢٣ جـ٣ العقد، ١٤٠-١٥٠ جـ١ زهر الآداب. ٤ ٩٠ و١٥٧ جـ١ البيان. ٥ ١٥١ جـ١ زهر الآداب. ٦ ٣٦ جـ١ المستطرف وتروى عن الثعالبي برواية أخرى: "ماقل ودل" "٢١٨ جـ١ العمدة". ٧ ٧٨ و٧٩ جـ١ البيان، ٢٠-٣٨ الصناعتين، ١٤٤ جـ١ زهر، ٤٤ الرسالة العذراء.
1 / 4
١ ٢١٩ جـ١ العمدة. ٢ ١٨٣ الموازنة. ٣ ١١٦ الفهرست لابن النديم. ٤ ٣٨٣ المرجع. ٥ ٣٨ الجاحظ لمردم. ٦ ٤٠ المرجع. ٧ ٧٦ جـ٦ معجم الأدباء. ٨ ٨٨ فهرست، ١٤٤ جـ٧ معجم الأدباء. ٩ ١٧٨ فهرست. ١٠ ٢١٥ فهرست. ١١ ٢١٢ فهرست. ١٢ ١٩٧ فهرست. ١٣ ٥٧ و٥٨ فهرست. ١٤ ٣٢٤ فهرست. ١٥ ٥٢٠ فهرست.
1 / 5
١ ١١٦ جـ١ البيان. ٢ ١٩٤ جـ١ البيان. ٣ ١٧٠ جـ١ و٩١ جـ٢ البيان. ٤ ١٨٠ جـ و٨ و٢٩ و٣١ و٨٠ جـ٣ البيان. ٨٦٥ و٨٨ و١١٤ و١٨٣ جـ١ و٢٢٤ جـ٢ البيان. ١٦١٦ جـ١ البيان. ٧ ١٨٠ جـ١ البيان. ٢٠١٨ و٢٠٢ جـ٢ البيان. ١٠١٩ البديع لابن المعتز نشر محمد خفاجي، ٧٦ جـ٢ العمدة. ٤٠١٠ جـ٣ الحيوان. ٥٧٧١١ مقدمة ابن خلدون. ويقول شيلر: في الفن الشكل هو كل شيء والمعنى ليس شيئًا مذكورًا. ٨٣١٢ و٨٦ جـ١ ومواضيع أخرى. ١٣ ص٦ و٧ الصناعتين.
1 / 6
١ على نهجه ألف ابن منقذ المتوفى عام ٨٤هـ كتابه "البديع". ٢ شرحه عز الدين بن أبي الحديد م ٦٦٥هـ في كتابه "الفلك الدائر على المثل السائر". ٣ ٧٣ المفتاح.
1 / 7
١ لزكريا الأنصاري م ٩٢٦هـ "مختصر تلخيص المفتاح": وللعباسي م ٩٦٣ شرح لشواهد التلخيص سماه معاهد التنصيص. ٢ عليه كتاب في شرح شواهده اسمه عقود الدرر في حل أبيات المطول والمختصر، وهو مطبوع طبعة حجر عام ١٣٠٧هـ في ١٦٦ صفحة.
1 / 8
١ على شرح السيد حواش: للبسطامي م ٨٧١هـ، وللمولى اللطفي م ٩٠٠هـ، ولحميد الدين م ٩٠٨هـ، ولأسعد الناجي م ٩٢٢، ولمحيي الدين الفنري م ٩٥٤، وللشهاب الخفاجي م ١٠٦٩هـ.
1 / 9
١ شرحه الاقصرائي م ٨٠٠هـ وحيدرة م ٨٢٠هـ، والأستاذ الصعيدي والأستاذ التنوخي.
1 / 10
١ شذرات الذهب، الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، وسواها. ٢ وقد حرف جورجي زيدان اسمه فذكره "الإفصاح" بدل الإيضاح ""٤٤ جـ٣ تاريخ أدب اللغة العربية".
1 / 11
١ شرحه الخلخالي م ٧٤٥، وناظر الجيش م ٧٧٨هـ والبابرتي م ٧٨٦، وشمس الدين القونوي م ٧٨٨هـ، التيزيتي م ٧٩٣هـ، والسيد عبد الله م ٨٠٠هـ، وعصام الدين م ٩٥١هـ، والسعد م ٧٩١هـ ... وعلى شرح السعد شروح: ليسن الحمصي م ٩٦١، ولابن يعقوب م ١١٠٨هـ وللدسوقي هـ ١٢٣٠هـ. ٢ ٦٢، ١٣٧ بحوث وآراء في علوم البلاغة للأستاذ المرحوم أحمد المراغي. ٣ ٦٣ المراجع.. وفي المكتبة الأزهرية حاشية مخطوطة على أبيات الإيضاح، وهي نسخة في مجلد بقلم فارسي في ١٢٦ ورقة بنمرة "٤٣" ١٠٩٥ وفيها نسخة أخرى في مجلد بقلم معتاد بخط محمد حسن سنة ١٣٦٥ في ١٥٠ ورقة بنمرة "٢١١٠" ٥٢٨٦ شرح مخطوط على الإيضاح، بدار الكتب المصرية.
1 / 12
1 / 13
١ ص٦ جـ٤ طبع الهند عام ١٣٥٠هـ - لابن حجر م٨٥٢. ٢ ١٢٣/ ٦ شذرات الذهب.
1 / 14
١ ١٨٥ جـ٤.. ويقول فيه: أنه ولد عام ٧٠١هـ وتفقه ومهر في الخطابة ومات في جمادي الآخر عام ٧٤٢هـ.
1 / 15
١ علم البلاغة يشتمل على المعاني والبيان وتوابعها هو علم البديع والكلام في السرقات الشعرية. ٢ المراد: سميته. ٣ تأليف السكاكي م ٦٢٦هـ. ٤ هو شيخ البلاغة العربية وفيلسوفها. توفي عام ٤٧١هـ. واسمه أبو بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني: وله ترجمة في فوات الوفيات وفي بغية الوعاة للسيوطي وعرض له ولكتابيه: الأسرار والدلائل صاحب كتاب بحوث وآراء في علوم البلاغة "ص٥٨، ١٢٩-١٣٢".. وقد ألفت فيه كتابًا عنوانه "عبد القاهر والبلاغة العربية". ٥ أي غير السكاكي والجرجاني. ٦ زيدة الشيء: جوهرة وخلاصته.
1 / 16
١ الإيضاح مقسم إلى: مقدمة وثلاثة فنون وخاتمة، فالمقدمة ليست من قبيل مقاصد علم البلاغة وتوابعها، بل هي تمهيد لذلك. والفنون الثلاثة هي من مقاصد البلاغة إلا أن موضوع كل فن منها يختلف عن موضوع الآخر، فموضوع الفن الأول -وهو علم المعاني- الاحتراز عن الخطأ في تأدية المعنى المراد، وموضوع الفن الثاني -علم البيان- الاحتراز عن التعقيد المعنوي، وموضوع الفن الثالث -البديع- ليس الاحتراز عن شيء أصلًا، بل مجرد تحسين اللفظ وتزيينه. والخاتمة تشمل السرقات والكلام علي حسن الابتداء والتخلص وحسن الخاتمة، فهي من الفن الثالث أو متصلة به بصلة كبيرة. والمقدمة هنا لبيان معنى شيئين: الأول معنى الفصاحة والبلاغة، والثاني انحصار علم البلاغة في علمي المعاني والبيان، وكل ذلك مما يرتبط بالمقصود من الكتاب.. فالمقدمة هنا هي مقدمة كتاب. وذكر معنى الفصاحة والبلاغة قبل الشروع في مسائل المعاني والبيان والبديع ضروري، لتوقف معرفة معانيها علي معرفة معنى البلاغة والفصاحة. ٢ في الأصل "في علم". ٣ في هذا الكلام شيء من المجازفة: فقد سبق أبو هلال ببيان الفرق بين الفصاحة والبلاغة في الصناعتين، فذكر أن البلاغة هي كل ماتبلغ به المعنى قلب السامع فتمكنه في نفسه لتمكنه في نفسك مع صورة مقبولة
1 / 17
= ومعرض حسن، ثم قال: وأما الفصاحة فقد اختلفوا فيها، فقال قوم: إنها مأخوذة من قولهم: أفصح فلان عما في نفسه إذا أظهره وعلى هذا ترجع الفصاحة والبلاغة إلى معنى واحد وإن اختلف أصلهما في اللغة، وقال بعضهم: الفصاحة تمام آلة البيان، وعلى هذا تكون الفصاحة والبلاغة مختلفين، وذلك أن الفصاحة تمام آلة البيان فهي مقصورة على اللفظ والبلاغة إنما هي إنهاء المعنى إلى القلب فكأنها مقصورة على المعنى إلخ "٣٩ وما بعدها صناعتين". وذكر ابن سنان الخفاجي في سر الفصاحة أن الفصاحة مقصورة على وصف الألفاظ والبلاغة لاتكون إلاوصفًا للألفاظ مع المعاني، فلا يقال في كلمة واحدة أنها بليغة وإن قيل أنها فصيحة إذا فضلت عن مثلها، وكل كلام بليغ فصيح وليس كل فصيح بليغًا كالذي يقع فيه الإسهاب في غير موضعه، ثم قال: والفصاحة على ذلك شطر البلاغة وأحد جزءيها، ولها شروط إذا تكاملت في الألفاظ فلا مزيد على فصاحتها، وتلك الشروط: منها ما يتعلق باللفظة الواحدة، ومنها ما يوجد في الألفاظ المنظومة بعضها مع بضع.. وهذا كله هو خلاصة رأي القزويني أقتبسه من ابن سنان "راجع ص٥٥ وما بعدها من سر الفصاحة طبعة الرحمانية" وذكر ابن رشيق في العمدة: أن البلاغة والفصاحة راجعان إلى اللفظ والمعنى جميعًا إلخ "ص٨٠ طبعة هندية". وذكر عبد القاهر: أن البلاغة والفصاحة وما يجري مجارها مما يفرد فيه اللفظ بالنعت والصفة وينسب فيه الفضل والمزية إليه دون المعنى معناها حسن الدلالة وتمامها فيما له كانت دلالة ثم تبرجها في صورة هي أبهى، ولا جهة لذلك غير أن يؤتى المعنى من الجهة التي هي أصح لتأديته ويختار له اللفظ الذي هو أخص به وأكشف عنه وأحرى بأن يظهر مزية "ص٣٥ من دلائل الإعجاز"، وقال في أسرار البلاغة: أما رجوع الاستحسان "أي الوصف بالبلاغة والفصاحة" إلى اللفظ من غير شرك من المعنى فيه فلا يعدو نمطًا واحدًا، هو أن تكون اللفظ مما يتعارفه الناس في استعمالهم ويتداولونه في زمانهم، ولا يكون وحشيًّا غريبًا أو عاميًّا سخيفًا"ص٣ أسرار البلاغة"، فالبلاغة والفصاحة عنده مترادفان، وإن اختلف فهم كلامه فيهما وفي هل يرجعان عنده إلى اللفظ أو إلى المعنى. ويرى عبد القاهر أن الفصاحة تقال لكون اللفظ جاريًا على القوانين المستنبطة من استقراء كلامهم كثير الاستعمال على ألسنة العرب الموثوق بعربيتهم "ص٣٥٣ دلائل الإعجاز" وهو كلام السكاكي أيضًا "ص١٧٦ من المفتاح". ويرى السكاكي أن البلاغة بلوغ المتكلم في تأدية المعاني حدًّا له اختصاص بتوفية خواص التراكيب حقها وإيراد أنواع التشبيه والمجاز والكناية على وجهها، وأما الفصاحة فهي عنده قسمان: قسم يرجع إلى المعنى وهو خلوص الكلام من التعقيد المعنوي، وقسم يرجع إلى اللفظ وهو أن تكون الكلمة عربية أصلية جارية على ألسنة الفصحاء من العرب الموثوق بعربيتهم، لا مما أحدثه المولدون، ولا مما أخطأت فيه العامة "وأن تكون" سليمة من التنافر "راجع ص١٧٦ من المفتاح". ويرى ابن الأثير أنه يحتاج في تأليف الكلمات إلى ثلاثة أشياء: اختيار الألفاظ المفردة، ونظم كل كلمة مع أختها بحيث لا يكون هناك قلق ولا منافرة، والغرض المقصود من ذلك الكلام على اختلاف أنواعه ... والأول والثاني عنده هما المراد بالفصاحة، والثلاثة بجملتها هي المراد بالبلاغة. وتكلم في كتابة المثل السائر على الصناعة اللفظية "وهي عنده قسمان: قسم اللفظة المفردة، وقسم الألفاظ المركبة"، وعلى الصناعة المعنوية.
1 / 18
١- أي من البلاغة والفصاحة. ٢- هذا هو الفرق بين الفصاحة والبلاغة عند الخطيب، فالفصاحة عنده صفة للمفرد والكلام والمتكلم، والبلاغة صفة للكلام والمتكلم فقط. ولاشك أن من يرى أن البلاغة والفصاحة مترادفان بحيز أن يقال كلمة بليغة كمايقال كلمة فصيحة، وإن كان عبد القاهر -الذي يرى أن الفصاحة والبلاغة مترادفان- يجعلهما وصفًا للكلام لا للفظ المفرد فلاتقول عنده كلمة فصيحة ولا كلمة بليغة. هذا والمراد بالكلام ما يقابل الكلمة فيشمل المركب الإسنادي والمركب الناقص جميعًا، فإنه قد يكون بيت من القصيدة غير مشتمل على إسناد يصح السكوت عليه مع أنه متصف بالفصاحة مثل: إذا ما الغانيات برزن يومًا ... وزججن الحواجب والعيونا فيكون المراد بالكلام تامًّا أو ناقصًا. وورد على هذا الرأي اعتراضات منها: أن المركب الناقص إنما يصح إدخاله في مدلول الكلام لو كانوا يطلقون على مثل هذا المركب أنه كلام فصيح ولم ينقل عنهم ذلك بل المنقول وصفهم له بأنه فصيح دون كونه كلامًا، على أنه يجوز أن يكون وصفه بالفصاحة باعتبار فصاحة مفرداته. وقيل أن المركب الناقص خارج عن المفرد وعن المركب التام فلايتصف بالفصاحة والبلاغة بالنظر لذاته بل قد يوصف بها بالنظر لمفرداته. والصحيح أن المراد بالكلام مايقابل المفرد، حقيقة "وهو اللفظة الواحدة المفردة" أو حكمًا "وهو المركب الناقص"، فالمركب الناقص على هذا داخل في المفرد؛ لأن المفرد يطلق على ما يقابل المركب، وعلى ما يقابل المثنى والمجموع وعلى ما يقابل الكلام، ومقابلة المفرد ههنا بالكلام قرينة دالة على أنه أريد به ما ليس بكلام تام الإفادة، فيكون المركب الناقص داخلًا فيه -أي في المفرد.
1 / 19
١ إذالم يسمع ذلك عن العرب، وهذا هو التعليل الصحيح. وبعضهم يعلل لهذا بأن البلاغة إنما هي باعتبار المطابقة لمقتضى الحال وهي لا تتحقق في المفرد، وورد على هذا التعليل بأن عدم تحقق المطابقة لمقتضى الحال في المفرد إنما هو في بلاغة الكلام والمتكلم، فلم لا يجوز أن تكون هناك بلاغة أخرى غير المطابقة يصح وجودها في الكلمة؟
1 / 20
١ هي في اللغة تنبئ التزامًا عن الظهور والإبانة "راجع ص٣٥٣ من الدلائل" يقال: فصح الأعجمي وأفصح: إذا انطلق لسانه وخلصت لغته من اللكنة وجادت فلم يلحن، وأفصح به أي صرح، وفصح اللبن إذا أخذت رغوته وذهب لباؤه، قال أبو محجن الثقفي أو نضلة السلمي: رأوه، فازدروه، وهو خرق ... وينفع أهله الرجل القبيح فلم يخشوا مصالته عليهم ... وتحت الرغوة اللبن الفصيح ٢ بدأ بذكر أقسام الفصاحة وتعريف كل قسم منها على حدة دون أن يعرفها في نفسها على الإطلاق لتعذر جمع المعاني المختلفة غير المشتركة في أمر يعمها في تعريف واحد.. وقدم الكلام على الفصاحة قبل البلاغة؛ لأن معرفة البلاغة سواء كانت بلاغة كلام متكلم موقوفة على معرفة الفصاحة في الجملة "إذ لا دخل لفصاحة المتكلم في بلاغة الكلام أو المتكلم"، لكون الفصاحة مأخوذة في تعريف البلاغة، ولهذا أيضًا قدم فصاحة المفرد على فصاحة الكلام والمتكلم، أما توقف فصاحة الكلام على فصاحة المفرد فظاهر، وأما توقف فصاحة المتلكم عليه فبواسطة أخذ فصاحة الكلام المتوقف عليها في فصاحة المفرد.. هذا وعيب المفرد أما في مادته أي حروفه وهو التنافر أو في صورته وهو المخالفة للقياس اللغوي المستنبط من استقراء اللغة "فالقياس اللغوي هو الضابط المتقرر من استعمالات العرب وهو القياس الصرفي"، وأما من دلالته على معناه وهو الغرابة. ٣ تفسير الفصاحة بالخلوص من هذه العيوب لا يخلو عن تسامح؛ لأن الفصاحة تحصل عند الخلوص؛ لأنها هي كون الكلمة جارية على القوانين الصرفية متناسبة الحروف كثيرة الاستعمال، ويلزم من ذلك الخلوص، وبتفصيل أدق أقول: الفصاحة هي كون اللفظ جاريا على القوانين المستنبطة من استقراء كلام العرب كثير الاستعمال على ألسنة العرب الموثوق بعربيتهم.
1 / 21
١ هو وصف في الكلمة يوجب ثقلها على اللسان وعسر النطق بها، والحكم في التنافر هو الذوق، وهو قوة يدرك بها لطائف الكلام ووجوه تحسينه، فكل ما يعده الذوق الصحيح ثقيلًا متعسر النطق به فهو متنافر سواء كان من قرب المخارج أو بعدها أو غير ذلك، وقد صرح بذلك ابن الأثير في "المثل السائر". وقال الزوزني: أن قرب المخارج سبب للثقل المخل بالفصاحة، وأن في قوله تعالى: ﴿أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ﴾ ثقلًا قريبًا من التناهي فيخل بفصاحة الكلمة، ولكن الكلام الطويل المشتمل على كلمة غير فصيحة لا يخرج عن الفصاحة، كما لا يخرج الكلام الطويل المشتمل على كلمة غير عربية عن أن يكون عربيًّا. ورد رأي الزوزني بما يأتي: ١ أن فصاحة الكلمات مأخوذة في تعريف فصاحة الكلام من غير تفرقة بين طويل وقصير. ٢ وأن الزوزني يرى أن الكلام ما ليس بكلمة، وحينئذ فالقول بوجود كلمة غير فصيحة في كلام فصيح أكثر فسادًا من ذلك القول على تفسير غيره، فالفساد لازم لكلام الزوزني في المركب التام وفي المركب الناقص إذا اشتمل كل منهما على كلمة غير فصيحة، أما على قول غير الزوزني وهو الشارح "السعد" فالفساد في المركب التام فقط؛ لأنه يجعل المركب الناقص داخلًا في الكلمة. ٣ على أن القياس على الكلام العربي ظاهر الفساد؛ لأن القرآن عربي باعتبار كله أو جله، وأيضًا فلم يشترط في عربية الكلام عربية الكلمات. ٤ ولو سلم عدم خروج السورة عن الفصاحة مع اشتمالها على كلمة غير فصيحة، فإن مجرد اشتمال القرآن على كلام غير فصيح بل على كلمة فصيحة مما يقود إلى نسبة الجهل أو العجز لله. ٢ هي اسم شجرة من شجر الصحراء، وتنطق الكلمة بصور كثيرة، وقيل أنها كلمة معاياة لا أصل لها في اللغة.
1 / 22