201

इदाह फी उलूम बलागा

الإيضاح في علوم البلاغة - إحياء العلوم

संपादक

محمد عبد المنعم خفاجي

प्रकाशक

دار الجيل

संस्करण संख्या

الثالثة

प्रकाशक स्थान

بيروت

الفحشاء والمذكور أدل عليه من امرأة العزيز وغيره.
وإما للتفخيم، كقوله تعالى: ﴿فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ﴾ ١.
وقول الشاعر:
مضى بها ما مضى من عقل شاربها ... وفي الزجاجة باق يطلب الباقي٢
ومنه في غير هذا الباب قوله تعالى: ﴿فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى﴾، وبيت الحماسة:
صبا ما صبا حتى علا الشيب رأسه ... فلما علاه قال للباطل: ابعد٣
وقول أبي نواس٤:
ولقد نهزت مع الغواة بدلوهم ... وأسمت سرح اللحظ حيث أساموا
وبلغت ما بلغ امرؤ بشبابه ... فإذا عصارة كل ذاك أثام
وإما لتنبيه المخاطب على خطأ٥، كقول الآخر٦:
إن الذين ترونهم إخوانكم ... يشفي غليل صدورهم أن تصرعوا

١ فإن في هذا الإيهام من التفخيم والتعظيم والتهويل ما لا يخفى.
٢ البيت لأبي نواس. والضمير للخمر، ويطلب الباقي أي من عقله، وقوله "بها" أي معها.. وينسب لعبد الله من العباس الربيعي.
٣ البيت لدريد بن الصمة، من أبيات يرثي بها أخاه عبد الله.
٤ نهز بالدلو في البئر: ضرب بها في الماء لتمتلئ. أسام الماشية: أخرجها إلى المرعى، وإضافة سرح إلى اللحظ من إضافة الصفة إلى الموصوف يعني اللحظ السارح ويقال: سرحت الماشية إذا ذهبت ترعى. والبيتان في المثل السائر ص١٧٥.
٥ سواء كان خطأ المخاطب أم خطأ غيره.
٦ هو عبدة بن الطبيب، ويقول السبكي: نسبة ابن المعتز لجرير وأنشده:
إن الذين ترونهم خلانكم ... يشفي صداع رؤوسكم أن تصرعوا
ترونهم: تظنونهم. تصرعوا: تهلكوا وتصابوا بالحوادث. ففي البيت من التنبيه على خطئهم في هذا الظن ما ليس في قولك إن فلانًا وفلانًا.

2 / 15