الثالث بعبارة أوضوح، وسماه "تلخيص المفتاح١" لخص فيه ذلك السفر القيم وقدم فيه وأخر، وحذف واختصر، وفيه بعض آراء له لم يرتضها جهابذة هذه الفنون، "ومن العجيب أن يسمي كتابه بهذا الاسم، وهو في رأي أحد الباحثين ليس بالتلخيص له وحده، بل أشبه بأن يكون تلخيصًا لكتابي أسرار البلاغة ودلائل الإعجاز لعبد القاهر ولسر الفصاحة لابن سنان الخفاجي.. وروح التلخيص من الكتاب الأخير واضح كل الوضوح في مقدمته"٢ وقد يكون في هذا الرأي لون من المبالغة، فمتن التلخيص ليس تلخيصًا للأسرار ودلائل وسر الفصاحة في قليل ولا كثير، إنما هو تلخيص للقسم الثالث من المفتاح وحده، وما فيه من روح التأثر بعبد القاهر فمرجعه إلى المفتاح نفسه، الذي اعتمد فيه السكاكي على عبد القاهر إلى حد بعيد. وقد يستساغ ذلك في الإيضاح لا في "تلخيص المفتاح".
ثم ألف الخطيب كتابه الإيضاح في البلاغة على ترتيب التلخيص، وبسط القول فيه ليكون كالشرح له، فأوضح مواضعه المشكلة، وفصل معانيه المجملة، واعتمد على المفتاح والأسرار والدلائل وغير هذه المؤلفات في بحوثه ودراساته فيه، كما يشير إليه الخطيب نفسه في مقدمة الإيضاح. والكتاب "فيه أمهات مسائل هذه الفنون بعبارة واضحة فيها روح من أسلوب عبد القاهر الجامع بين التحقيق العلمي والرصانة الأدبية٣.
_________
١ شرحه الخلخالي م ٧٤٥، وناظر الجيش م ٧٧٨هـ والبابرتي م ٧٨٦، وشمس الدين القونوي م ٧٨٨هـ، التيزيتي م ٧٩٣هـ، والسيد عبد الله م ٨٠٠هـ، وعصام الدين م ٩٥١هـ، والسعد م ٧٩١هـ ... وعلى شرح السعد شروح: ليسن الحمصي م ٩٦١، ولابن يعقوب م ١١٠٨هـ وللدسوقي هـ ١٢٣٠هـ.
٢ ٦٢، ١٣٧ بحوث وآراء في علوم البلاغة للأستاذ المرحوم أحمد المراغي.
٣ ٦٣ المراجع.. وفي المكتبة الأزهرية حاشية مخطوطة على أبيات الإيضاح، وهي نسخة في مجلد بقلم فارسي في ١٢٦ ورقة بنمرة "٤٣" ١٠٩٥ وفيها نسخة أخرى في مجلد بقلم معتاد بخط محمد حسن سنة ١٣٦٥ في ١٥٠ ورقة بنمرة "٢١١٠" ٥٢٨٦ شرح مخطوط على الإيضاح، بدار الكتب المصرية.
1 / 12