ينقضي ثلث الليل . ففي الجامع من كتب طاهر بن زكريا بن الحسين [روايته] عن أبي عبد الله جعفر بن محمد صلوات الله عليه قال : «أخر رسول الله (صلعم) العشاء الآخرة ليلة من الليالي حتى ذهب من الليل ما شاء الله ، فجاء عمر فدق الباب عليه ، فقال : يا رسول الله ، نام النساء ونام الصبيان ، ذهب الليل . فخرج رسول الله (صلعم) فقال : إنه ليس لكم أن تؤذونني ، إنما عليكم أن تسمعوا وتطيعوا » . [1] وفي كتب [محمد] بن سلام ، عن [أحمد بن] عيسى [بن زيد ]عن أبيه ، عن جده قال : «أبطأ رسول الله (صلع) بالعشاء الآخرة حتى رقد النساء والصبيان ، ثم خرج فقال : ما أمسى أحد / 16 / في الدنيا خيرا منكم ، ولا صلى هذه الصلاة أحد قبلكم» . [2] وقد جاء أن تأخيرها أفضل ؛ ففي كتب الجعفرية من رواية أبي علي محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي ، عن أبي الحسن موسى بن إسماعيل بن موسى [بن] جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ، عن أبيه : أن رسول الله (صلعم) أبطأ عن العشاة الآخرة إلى ثلث الليل ، فخرج وقد كثر لغط أهل المسجد ، فصلى بهم ثم استقبلهم بوجهه ، فقال : «أما إنه ما ينتظر هذه الصلاة أحد من أهل الأديان غيركم ، ولولا ضعف الضعيف ونوم الصغير لأخرت وقتها إلى هذا الوقت» ، وذكر باقي الحديث . ففي هذا دليل على أن تأخيرها لمن استطاع ذلك أفضل ، والرخصة لمن صلاها / 17 / قبل ذلك بعد أن يغيب الشفق استدلالا بفعل رسول الله (صلع) ، وأنه لم يوجب تأخيرها ، وأي ذلك فعله فاعل كان مصيبا للسنة إن شاء الله . فقد اختلفوا في تأخيرها في السفر ، فروى قوم أنها تؤخر إلى ثلث الليل ؛ ففي كتب ابن سلام ، عن أبي مريم [عبد الغفار بن القاسم الأنصاري] [3] عن أبي عبد الله
पृष्ठ 71