इब्राहिम अबू अल-अनबिया
إبراهيم أبو الأنبياء
शैलियों
ويتحدث عن كشوف رأس شمرا في الشمال المقابل لجزيرة قبرص من شاطئ بحر الروم، أنها غيرت الصورة التي كانت مرتسمة للحضارة الكنعانية في أذهاننا كل التغيير، وأنها أثبتت أن حضارة كنعان كانت تمتد في العصر البرونزي المتأخر من غزة جنوبا إلى رأس شمرا شمالا «أغاريت القديمة»، وأن اللغة والديانة والحضارة كانت واحدة في هذه البقاع، ولم يكن اختلاف اللغة إلا من قبيل اختلاف اللهجات ... وأننا نرى اختلاف الصناعة الفخارية وغيرها من البقايا المادية بارزا بينا عند الجانب الأسفل من نهر العاص؛ حيث تتضح الملامح الحورية والأمورية في معالم الثقافة العليا، ولا يلحظ على الساحل مثل هذا الاختلاف.
ثم يتحدث عن كشوف تل الحريري عند وادي الفرات الأوسط فيقول: «إن الأستاذ أندري باروت وزملاءه أخرجوا من الأنقاض قصرا كبيرا من العصر البرونزي الأوسط، كان مزدهرا في أواخر القرن الثاني عشر وفاقا للتقديرات التي تتقدم بعصر حمورابي إلى ما بين سنتي 1728 و1686 قبل الميلاد.
وقد أخرجوا في هذا الموضع نقوشا فذة على الجدران وبقايا فنية أخرى، وفوق ذلك نحو عشرين ألف لوحة، وأعشارا من اللوحات من القرن الثامن عشر قبل الميلاد، كلها باللغة الأكادية التي تأثرت أحيانا باللغة الأمورية التي يتكلمها أبناء القبائل في ذلك الإقليم ... وفائدة هذه الكشوفات التي كسرت الآن حواجز البحث في دراسات التوراة ستأتي في أكثر الأحوال من طريق غير مباشر، ولكنها لا تنقص بذلك في قيمتها؛ إذ كانت الثقافة العالمية في عصر الآباء العبريين وراء كل تطور في آسيا الغربية.
وسيصبح ميسورا لنا عما قريب أن نركب أجرومية اللغة الأمورية ومعجماتها من تلك الأمورية الأكادية، التي كان يكتب بها كتاب ماري في الوادي الوسط من نهر الفرات. ويظهر أن هذه اللغة التي تتخلل أسماء الأعلام هي لغة الآباء العبريين في لبابها، وأنها على التحقيق لغة الكلام الذي نتمثله في أعلام الفلسطينيين الرحل والمقيمين، التي وردت في الحفريات المصرية التي ترجع إلى القرنين العشرين والتاسع عشر قبل الميلاد.»
7
ثم يعرض الكاتب لكشوف تل العطشانة على نهر العاص الأسفل، وكشوف حماة على أواسط النهر، فينوه منها على الخصوص بسيرة حياة الملك أدريمي المنقوشة على تمثاله، الذي يمكن لتاريخه أن يكون قريبا من سنة 1450 قبل الميلاد. وفي هذه السيرة حوادث وقعت في سورية الشمالية مشابهة للحوادث في قصة يوسف، ولعلها كانت تتجمع حول نواة من عصر الهكسوس، وقد أشارت سيرة أدريمي إلى غيرة إخوته الكبار، وقحط السنوات السبع، وضروب من الحدس لاستطلاع الغيب، ثم يعرض للكشوف التي أبرزت المنافسة بين حضارة الحيثيين والآراميين وحضارة إسرائيل ودمشق.
وينتقل إلى كشوف الريحانية في الناحية الجنوبية من سهل أنطاكية، وما لها من القيمة في الاستدلال على العصر الحديدي، وأهم ما فيها بقايا هيكل من القرن التاسع قبل الميلاد على رسم قريب من رسم هيكل سليمان الذي بني في القرن العاشر.
ويستطرد إلى كشوف قليقية على مقربة من حدود سورية الشمالية، وأسانيدها ترجع إلى ما بين سنتي 850 و650 قبل الميلاد، ولها شأنها في دراسة تطور اللغة العبرية.
ويتناول الأستاذ هينمان
Heinneman
अज्ञात पृष्ठ