इब्राहिम अबू अल-अनबिया
إبراهيم أبو الأنبياء
शैलियों
ثم قال: لو كنتم أولاد إبراهيم لكنتم تعملون أعمال إبراهيم!
وقال بولس غير مرة: إن الختان لا يجعل الإنسان ابنا لإبراهيم، وإنما أبناؤه من يسلكون في خطوات الإيمان، وإن إبراهيم «أب لنا جميعا، والله جعله أبا لأمم كثيرة.»
كما جاء في رسائل بولس إلى أهل رومية: «لأن الكتاب يقول: إن كل مؤمن به لا يخزى، ولا فرق بين اليهودي واليوناني؛ لأن ربا واحدا للجميع» ... «وإن حكم الناموس يتم بالروح لا بالجسد» ... «وإن اهتمام الجسم موت، وأما اهتمام الروح فهو الحياة والسلام.» •••
وتوسع الشراح المحدثون في التعليق على أقوال بولس الرسول وأمثالها، فقال الدكتور جورج دنكان
Duncan
في أحدث تفسيراته لرسالة بولس إلى أهل غلاطية: «مما له بعض المغزى أنه في حين أن قصة ختان إبراهيم تقوم على المصدر المتأخر لكتب التوراة الخمسة، الذي نسميه بنسخة الكهان، فإن معظم قصص إبراهيم ترجع إلى مصادر نسخة يهوا وألوهيم التي تقترن بتعاليم الأنبياء الأولى، وهي تشف عن نزعة دينية لا تخالف الشرعيات التي برزت خلال فترة النفي وحسب، بل تناقضها، ولا جرم تنزل هذه القصص منزلة الرضى والإعجاب عند اليهود الذين كانوا في الأزمنة المتأخرة لا يعطفون على منهج الشرعيين، ومن ثم كان الفيلسوف فيلون الإسكندري المشهور بالتوفيق الكبير. ويبدو في الإصحاح الحادي عشر من الرسالة إلى العبرانيين: أنه كان ذلك الحين اتجاه مستعد في بعض البيئات لاعتبار حياة إبراهيم كلها دائرة حول الثقة بالغيب.»
يريد الشارح الحديث بالتوفيق الذي اشتهر به الفيلسوف فيلون، توفيقه على الخصوص بين مذهب الروحيين المتعلقين بالإيمان ووجدان النفس، وبين الشرعيين أو الكهان الذين كانوا يتشددون في المراسم والشعائر، وكل ما يعتمد في القيام به على الكهانة والوظائف الهيكلية، ومنها الختان وأعمال الطهارة والكفارة. وهذه هي الشعائر التي كان كهان إسرائيل يحرصون عليها في منفاهم ببابل إبقاء على معالم العبادة الاجتماعية، وخوفا من نسيانها واندثارها إذا وكل الأمر كله إلى عقائد الوجدان في نفوس الآحاد متفرقين. وقد كان فيلون مطلعا على نسخ التوراة الأولى، ومنها نسخة يشير فيها سفر التكوين إلى إبراهيم باسم الخليل قبل أن تعرف هذه التسمية في كتب الأنبياء.
وقد نقل بولس بعض الشعائر من المدلولات الحسية إلى المدلولات النفسية الرمزية، وانفتح الباب واسعا لهذا التحول منذ قال السيد المسيح: إن أعمال الإنسان هي التي تطهره أو تنجسه. ثم مضى بولس في هذا الطريق على الرغم من معارضة بطرس وزملائه؛ لأنه أدرك أن اشتراط الختان ومراسم البيع والهياكل لقبول الوثنيين في الدين الجديد عائق شديد يوشك أن يصدهم جميعا عن الإصغاء إليه. وقد انتهى الأمر في القرون الحديثة إلى إسقاط هذه المراسم في مذهب اليهود الذين سموا أنفسهم بالأحرار أو يهود الإصلاح، وشاع مذهبهم منذ القرن التاسع عشر بين اليهود والغربيين.
وتتابعت تفسيرات الآباء للشعائر الجسدية بالرموز النفسية من القرن الأول للميلاد، فأخذ بها معظم الكنائس الشرقية والغربية، وفيما يلي مثال من تفسيرات هذه الرموز منقول من كتاب الدر الثمين في شرح سفر التكوين:
2
अज्ञात पृष्ठ