इब्राहिम अबू अल-अनबिया

अब्बास महमूद अल-अक्काद d. 1383 AH
41

इब्राहिम अबू अल-अनबिया

إبراهيم أبو الأنبياء

शैलियों

وأشهر الروايات عن تارح أنه كان مثالا يصنع الأصنام، وأن إبراهيم اهتدى إلى ضلال هذه العبادة لأنه رأى أباه يصنعها ويصلحها، وكان يبيعها لأبيه، فعجب للذين يشترونها كيف يعبدون صنما مصنوعا بالأمس ومنهم من جاوز الخمسين؟!

وكان لناحور - أخي إبراهيم - صنم يسمى زيوكس

Zucheus ، وإلى جانبه صنم يسمى جوآف، وأولهما مصنوع من الذهب، والثاني مصنوع من الفضة، وأما الأصنام الأخرى فمن الخشب أو الطين.

وحاور إبراهيم أباه وقد رأى الأصنام تحترق ذات يوم فقال له: يا أبت، إن النار أحق بعبادتك من أصنامك؛ لأنها تحرقها، ثم قال: «بيد أني لا أحسب النار إلها؛ لأن الماء يخمدها، ولا أحسب الماء إلها؛ لأن الأرض تبتلعه، ولا أحسب الأرض إلها؛ لأن الشمس تجففها وتنشر على الكون كله أشعتها، ولا أحسب الشمس إلها؛ لأن الظلام يحجبها، ولا أحسب القمر والنجوم التي تظهر في الظلام آلهة؛ لأنها تحتجب عند طلوع النهار، وإنما الإله القدير على كل شيء هو خالق الشمس والقمر والكواكب والأرض وما عليها، وخالقي وهادي إلى الحق المبين.

ولم يستمع إليه أبوه، فذهب إلى أمه وسألها أن تعد طعاما للأصنام، ثم أهوى على الأصنام يحطمها ووضع القدوم في يد كبيرها، وأسرع أبوه على صوت الحطام فسأله: ماذا دهاها؟ قال: هذا أنحى عليها فكسرها ولا يزال القدوم في يديه، فصاح به أبوه: إنك لتكذب؛ فما في وسع هذا الصنم أن يفعل ما زعمت، قال إبراهيم: عجبا لك يا أبتاه! تعبد هذه العجزة التي لا تقدر على ضرر ولا نفع. ثم وثب على الصنم الكبير فأخذ القدوم من يده، وضربه فألقاه، وهرب من وجه أبيه.»

ونختم الاقتباس من المرويات الإسرائيلية برواية الكتاب الذي يسمونه سفر التكوين الصغير، وينسبون إليه الدقة في إيراد التواريخ بأرقام السنين، والاعتدال في أسلوب الكلام على المبالغات والتشبيهات الوثنية، ونعني به كتاب اليوبيل.

فهذا الكتاب يقول: إن نوحا عليه السلام توفي بأرض الكلدانيين سنة 1650 قبل الميلاد، وأن تيرح أو تارح أبا إبراهيم ولد سنة 1806، وولدت زوجته «أدنا» ابنه إبراهيم سنة 1876، وسماه «إبرام» على اسم أبي جدته لأمه - واسمها ملكة - وهذا بحساب السنين من تاريخ الخليقة. •••

وهذه الأخبار والنوادر تزدحم بها مئات الحواشي والتفاسير، ومعظمها مسطور في المجلدات السبعة التي جمعت أساطير اليهود وسبقت الإشارة إليها، وكل ما عداها فهو من قبيلها.

وحقيقتها التي نخرج بها منها جميعا أنها مرويات متواترة بالسماع، يتناقلها الخلف عن السلف جيلا بعد جيل، ولا يظهر فيها الاعتماد على النصوص المكتوبة، ولا سيما نصوص التوراة؛ لأنها تخالف هذه النصوص وتناقضها أحيانا، وبينها ولا شك روايات متأخرة في تصورها وروايتها، ولكنها تبنى على قديم ثابت ولا تخلق شيئا من لا شيء، فلا بد وراءها من أصل منقول غير الأصل المكتوب، وليست نصوص العهد القديم هي الأصل الوحيد الذي تدور عليه هذه الحواشي والتعليقات.

الفصل الرابع

अज्ञात पृष्ठ