इब्राहिम अबू अल-अनबिया

अब्बास महमूद अल-अक्काद d. 1383 AH
38

इब्राहिम अबू अल-अनबिया

إبراهيم أبو الأنبياء

शैलियों

على أنه من الراجح جدا أن اليهود رجعوا إلى المصادر العربية في رواية قصص المدراش وما إليها؛ لأنهم كادوا أن ينحصروا في بلاد الدولة العربية من صدر الإسلام إلى القرن الثالث للهجرة، وكادت بحوثهم الفقهية في ديانتهم أن تكون اقتباسا من بحوث علماء الكلام المسلمين، وكادت اللغة العربية أن تكون معتمدهم الوحيد في الثقافة العليا والثقافة العامة، حتى كانوا يكتبون العربية أحيانا بحروف عبرية، ولكن الاحتراس واجب على أية حال من تلك العلل التي يستند إليها بعض المستشرقين في نسبة الأخبار إلى المصادر العربية الإسلامية.

ومن أمثلة هذه العلل أن بعضهم يرد إلى المصادر الإسلامية قصص المدراش التي تقول: إن جبريل هدى إبراهيم إلى عين ماء يغتسل فيها قبل العبادة؛ فإن التطهر بالاغتسال قبل العبادة شعيرة قديمة في الأديان، وليست مقصورة على الوضوء في الإسلام، وقد قيل: إن الصابئة محرفة من السابحة؛ لأنها تفرض الاغتسال في شعائرها قبل كثير من العبادات، ولا بد من التفرقة بين المصادر العربية والمصادر الإسلامية في كثير من الروايات، فقد يكون المصدر عربيا إسرائيليا لا علاقة له بتاريخ الإسلام. •••

ومن أشهر الروايات في النمروذ والخليل تلك القصة التي يعللون بها اختلاف الألسن بين الأمم، وخلاصتها أن النمروذ هذا أراد أن يتحدى إله إبراهيم، فبنى له برجا عاليا، وصعد عليه ليناجز

4

الله في سمائه، ثم طفق يرمي السماء بالسهام حتى عاد إليه سهم منها وقد اصطبغ بالنجيع

5

الأحمر، فخيل إليه أنه أصاب مرماه، ولكنه لم يلبث أن سقط على الأرض وسقط معه قومه، ونهضوا من سقطتهم وهم يتصايحون بكلام لا يفهمونه؛ لأن السماء أرسلت عليهم سهاما من الصواعق زلزلت البرج وقوضت أركانه، وتركتهم في بلبال حائرين لا يدرون ما يفعلون وما يقولون، ولا يفقه السامع منهم ما يقال له أو يفعله في حيرته. قال الرواة: ولهذا سميت المدينة في موضع البرج «بابل» من تبلبل الألسنة والأفكار. •••

ويندر الاتفاق على أصل قصة واحدة من القصص التي تفيض بها كتب المدراش وحواشيها، بل تروى الأسماء والأعلام أحيانا على روايات متعددة، ومن ذلك أنهم يذكرون سارة باسم إسكاح

Iscah

ويقولون: «إنها مأخوذة من النظر.» ويوحدون بين اسم إبراهيم واسم إيثان الإزراحي في المزمور التاسع والثمانين، ويقولون: إن داود كتبه بمشاركة الخليل.

अज्ञात पृष्ठ