114

Ibn Hazm: His Life, Era, Views, and Jurisprudence

ابن حزم حياته و عصره آراؤه وفقهه

प्रकाशक

دار الفكر العربي

प्रकाशक स्थान

القاهرة

كلها؛ وأضربنا عن التطويل جملة، واقتصرنا على البراهين المنتجة من المقدمات الصحاح الراجعة إلى شهادة الحس، وبديهة العقل بالصحة، ولنا فيما تحققنا به تآليف جمة، ومنها ما قد تم ومنه ما شارف التمام، ومنها ما قد مضى منه صدر، ويعين الله تعالى على باقيه؛ لم نقصد به قصد مباهاة فنذكرها، ولا السمعة فنسميها، والمراد بها ربنا جل وجهه، وهو ولي العون فيها والملي بأمر المجازاة عليها، وما كان الله فسيبدو، وحسبنا الله ونعم الوكيل (١).

١٣٦ - من هذا يتبين أن ابن حزم قد درس آراء أهل عصره في علم الكلام، وأنه كتب ونقد، وله فيها المختصرات والمبسوطات،

وتبين منها أن الأندلس كان فيها المذهب المعتزلي، وأنه كان يؤيده أحياناً بعض ذوي السلطان، وقد كان أهل الأندلس كأهل المشرق يأخذون بمذهب أبي الحسن الأشعري في مناهجه وفي العقائد، وقد انتهى ابن حزم إلى مخالفة الفريقين، كما سنبين، فكان لا بد أن تعرف هذه الآراء وتلك المنازع التي كانت بين يديه والتي دون في مناقشاتها وأصولها، كتاب الفصل.

ولقد كان ابن حزم يعتمد في العقائد على منهاج الأولين من الصحابة والتابعين، فكان حقاً علينا أن نبين الأدوار الفكرية التي عرضت للفكر الإسلامي، حتى نكون على بينة من مذهب ابن حزم بين المذاهب، فكان لا بد من معرفة تلك الفرق، ولنبتدئ بالفرق السياسية.

(١) نفح الطيب ج ٢ طبع الأزهرية.

114