113

Ibn Hazm: His Life, Era, Views, and Jurisprudence

ابن حزم حياته و عصره آراؤه وفقهه

प्रकाशक

دار الفكر العربي

प्रकाशक स्थान

القاهرة

الفرق الإسلامية

١٣٥ - لابد أن ندرس الفرق الإسلامية ونحن ندرس ابن حزم، ذلك لأن ابن حزم تصدى لمناقشتها فرقة فرقة في كتابه الفصل، فلا يمكن معرفة رأيه في هذا الباب إلا إذا كان القارئ على علم بهذه الفرق التي كانت أخبارها مدونة مسطورة وابن حزم قد سجلها في كتابه الفصل، وجادلها بعنف لا رفق فيه.

وقد كنا مترددين أنذكرها عند الكلام في عصره باعتبارها من الأمور التي كانت معروفة في ذلك العصر، واطلع عليها وكتب فيها وجادل، أم نؤجلها إلى الكلام في آرائه.

وقد استخرنا الله تعالى وآثرنا أن نكتبها في ذلك الموضع من الكتاب، كما فعلنا في غيره من كتب الأئمة، ولكنا في هذه المرة سنذكرها بإيجاز؛ لأن الأندلس لم يكن بها فرق سياسية، وإن ابن حزم نفسه هو الذي يقرر ذلك فهو يقول في رسالته عن علماء الأندلس ما نصه:

«وأما الكلام فإن بلادنا، وإن كانت لم تتجاذب فيها الخصوم، ولا اختلفت فيها النحل، فقل لذلك تصرفهم في هذا الباب، فهو على كل حال غير عرية عنه، وقد كان فيهم قوم يذهبون إلى الاعتزال نظارا على أصول، ولهم فيه تآليف، ومنهم خليل بن إسحاق، ويحيى بن السمنية، والحاجب موسى بن جدير، وأخوه الوزير صاحب المظالم أحمد وكان داعية إلى الاعتزال لا يستتر بذلك، ولنا على مذهبنا الذي تخبرناه من مذاهب أهل الحديث كتاب في هذا المعنى، هو وإن كان صغير الجرم قليل عدد الأوراق يزيد على المائتين زيادة يسيرة - عظيم الفائدة؛ لأننا أسقطنا فيه المشاعب

(م٨ - ابن حزم)

113