فيسأل الجاهل الملحد المعترض على الله في أمره والمنازع له في ملكه الذي يقول كيف قضى الله علي المعصية ولم يعذبني عليها وكيف حال بين قوم وبين الإيمان وكيف يصليهم بذلك النيران أن يعترض عليه في بدايته بالهداية لأنبيائه وأصفيائه وأوليائه فيقول لم خلق الله آدم بيده وأسجد له ملائكته ولم اتخذ إبراهيم خليلا وأتاه رشده من قبل ولم كلم الله موسى ولم خلق عيسى من غير أب وجعله آية للعالمين وخصه بإحياء الأموات وجعل فيه الآيات المعجزات من إبراء الأكمه والأبرص وأن يخلق من الطين طيرا تعالى الله عن اعتراض الملحدين علوا كبيرا
لكن نقول أن لله المنة والشكر فيما هدى وأعطى وهو الحكم العدل فيما منع وأضل وأشقى فله الحمد والمنة على من تفضل عليه وهداه وله الحجة البالغة على من أضله وأشقاه
قال الله عز وجل
ﵟيمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقينﵞ
وقال أهل النار
ﵟربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالينﵞ
وقالوا
ﵟلو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعيرﵞ
पृष्ठ 258