أ- قد صرح بعض العلماء بأن للاجتهاد في هذا الحديث مسرح (¬1) .
ب- يلاحظ في متن هذا الحديث علة تجعله غير صالح للاحتجاج به، وهي قوله: "ولا تشريق"، وهذه عبارة مبهمة. يقول سماحة الشيخ أحمد الخليلي: "مهما كانت هذه الرواية، فما معنى التشريق في قوله "لا جمعة ولا تشريق"؟
إن كان المراد بذلك صلاة العيد فمن الذي يقول إن صلاة العيد مشروطة بالمصر، ألا تصلى صلاة العيد في جميع الأماكن؟" (¬2) .
د- حديث «لا جمعة إلا في مصر جامع » و «لا جمعة حتى يجتمع لها ثلاثة؛ مصر جامع وإمام ومنبر»:
الحديث الأول لم أجده بهذا اللفظ، وقد تقدم الكلام عنه في سابقه.
والحديث الثاني لم أجده في غير ما أشار إليه المؤلف من رواية أبي سعيد الكدمي في زياداته على الإشراف.
ثانيا: مدى اعتماد الإباضية على هذه الأحاديث:
بعد تقصي المصادر الفقهية الإباضية الموجودة بين أيدينا تبين الآتي:
1- بالنسبة لما رواه أبو سعيد الكدمي فإنه -بالإضافة إلى أني لم أجد من ذكره من المحدثين بهذا اللفظ- لم أجد من الإباضية قبل الكدمي من استدل به، ولا ممن عاصر الكدمي. والذين جاؤوا من بعده نقلوه عنه ونسبوا روايته إليه (¬3) .
2- بالنسبة للأحاديث الثلاثة الباقية فإني لم أجد من الإباضية من استدل بها قبل القرن الثامن الهجري (¬4) ،
¬__________
(¬1) - ... انظر؛ الشوكاني: نيل الأوطار، 03/233، 234.
(¬2) - ... انظر؛ الملحق رقم (01)، السؤال رقم19.
(¬3) - ... انظر مثلا: الكندي: بيان الشرع، 15/09. البوسعيدي: لباب الآثار، 02/111-114.
(¬4) - ... هذا إذا تغاضينا عن ما جاء في جامع ابن جعفر (ق3ه) من ذكر لحديث جابر في فرض الجمعة، لأن الغالب على الظن أنه مدرج في الكتاب لاحقا، بدليل عبارة "ومن غيره". على أنه حتى لو كان من أصل الكتاب فإنه سيق لمجرد الذكر، لا لاستدلال على شيء بعينه. ابن جعفر : الجامع، 02/392.
ويلاحظ أيضا على الحديث المذكور أنه من رواية زيد بن أسلم عن جابر، ولم أجد هذا الطريق عند أحد من المحدثين. وأن بعضا من الذين جاؤوا بعد ابن جعفر ذكروه بنفس الإسناد ونفس السياق. انظر؛ الشقصي: منهج الطالبي، 04/512. الصائغي: جامع الجواهر، 06/247.
पृष्ठ 27