تبشر بكم،
الوادي الذي يتصاعد منه الدخان،
والأرض التي لا تزال تدوي بالأنواء،
تعلن عنكم،
لكن الأمل يكسو الخدود بالاحمرار،
وأمام باب البيت
تجلس الأم مع طفلها،
وتتطلع للسلام.
ولقد نوه الشراح بالقرابة الروحية التي تجمع بين هلدرلين وبين المفكرين السابقين على سقراط. كان هؤلاء يفكرون في الطبيعة، ويحيون في قلب الأسطورة، ويدهشون لمعجزات الوجود الممتدة أمام أبصارهم. ولذلك كانوا مفكرين شاعريين، يعبرون عن انبهارهم بالوجود بلغة الصورة والرمز والخيال والأساطير. ولذلك أيضا كانوا هم الفجر الذي سبق ظهور الفلسفة بمعناها الدقيق. فإذا رأينا واحدا منهم وهو هيراقليطس يصور الروح أو العقل في صورة البرق الذي يلمع في السماء، فإن هلدرلين لا يبتعد عنه كثيرا حين يرسم التفكير على هيئة الأثير الرفاف، ويصور الحب بلون البنفسج الأزرق الذي يكسو الأرض:
النيران أسيرة بين الشطآن المعشبة،
अज्ञात पृष्ठ