213

History of Ancient Arabs

تاريخ العرب القديم

प्रकाशक

دار الفكر

संस्करण संख्या

إعادة الطبعة الثانية ١٤٢٢هـ/ ٢٠٠١م

शैलियों

وسألاها أن تسفر عن وجهها فأبت فجلس أحدهما خلفها، وشك طرف ثوبها بشوكة إلى ظهرها، فلما نهضت انكشف قميصها عن جسمها فضحكا وقالا: منعتنا النظر إلى وجهك، وجدت لنا بالنظر إلى ظهرك، فنادت: يا لعامر، فاقتتلت عامر وكنانة، ووقعت بينهما دماء قليلة، إلى أن توسط حرب بن أمية بينهما، واحتمل دماء القوم، وأرضى بني عامر عما لحق بصاحبتهم.
وأما اليوم الثالث، فسببه: أن رجلًا من كنانة قد استدان مالًا من رجل من بني نصر من هوازن، وعجز عن الوفاء به، فجاء النصري إلى سوق عكاظ، ومعه قرد وصار ينادي: "من يبتغي مثل هذا بمالي على فلان الكناني" تحقيرًا للرجل وقومه. فما كان من رجل كناني مر به وسمع القول إلا أن ضرب القرد بسيفه وقتله، فصرخ هذا في قيس عيلان، بينما صرخ الكناني في قومه، واجتمع الناس وتحاوروا، ثم اصطلحوا ولم تحدث حرب بين الطرفين.
الفجار الثاني١:
أما حروب الفجار الثاني فهي خمسة أيام، وقد وقعت بعد عشرين سنة من عام الفيل، أي حوالي عام ٥٩٠م، وذلك في حياة الرسول ﷺ قبل بعثته، ولم يكن في أيام العرب أشهر منها، وأشهرها وأهمها اليوم الأول الذي يسمى:

١ راجع عنها ابن الأثير: ١/ ٣٦٠-٣٦١، جواد علي: ٤/ ٣٧٣-٣٧٤، محمد أحمد جاد المولى أيام العرب: ص٣٢٦ وما بعدها.
يوم نخلة:
سببه: أن البراض الكناني، وكان رجلا شريرا فاسقا سكيرا، قد أتعب قومه، فخلعوه وتبرءوا منه، فالتحق بحي من قيس فخلعوه أيضا، فصار ينتقل من قبيلة إلى أخرى، ومن سيد إلى آخر، يطلب الحماية والجوار وكلهم يلفظونه، حتى نزل على حرب بن أمية فحالفه، ثم شرب بمكة فهم بخلعه، لكنه استحلفه ألا يفعل فتركه وشأنه بشرط أن يغادر مكة فتركها.
وقدم البراض على النعمان بن المنذر أبي قابوس ملك الحيرة، وكان هذا يرسل في كل سنة لطيمة تباع له في عكاظ أو غيره من أسواق العرب، وتعهد له بأن يجيز له اللطيمة حتى يبلغها سوق عكاظ. لكن النعمان أجابه بأنه يريد رجلا يجيزها على كنانة وقيس،

1 / 218