हिंदुसिया: एक बहुत छोटा परिचय
الهندوسية: مقدمة قصيرة جدا
शैलियों
شكل 4-2: دورجا تقتل ماهيشا، الشيطان الذي على شكل جاموس.
تخالف ديفي الصورة البرهمية للمرأة بوصفها زوجة وفية؛ فهي لن تتزوج، ولا يمكن لأي ذكر التحكم فيها، شيطانا كان أم إلها. إنها محاربة وعدوانية، لا تذعن ولا تضعف. تبدو امرأة مثالية، جميلة يملؤها الحب، لكنها تشرب النبيذ وتحظى بالاستقلالية. وفي رواية أخرى، تخرج ديفي الإلهة كالي الأكثر إفزاعا من جبينها الغاضب، وتظهر كالي برءوس وأذرع مقطوعة ودم يقطر من لسانها المتدلي. لكن قوة ديفي العظيمة يمكن كبح جماحها؛ ليس فقط من جانب الآلهة، وإنما أيضا من جانب من يبجلونها بورع ويقدمون القرابين لها؛ فيراها هؤلاء العابدون (شاكتا) أما حامية عظيمة، على الرغم من أنها بلا زوج أو ولد. (5) الأم، وراما، والأمة الهندوسية
لقد أثارت صور الأم الحامية والملك الوفي مشاعر الولاء والإخلاص في الهند. واستخدم الولاء والإخلاص في العصر الحديث كرمزين مرتبطين بالأمة؛ فيعد مفهوم «بهاراتا ماتا»، أي «الهند الأم»، مفهوما مألوفا للهنود على اختلاف دياناتهم، وهو المفهوم الذي استخدمه في وقت سابق من هذا القرن حزب المؤتمر الوطني الهندي، الذي اختار قصيدة «باندي ماتارام»، أي «تحية للأم»، لتكون النشيد الوطني. ولا يزال هذا المفهوم يثار في الأذهان مع صيحة «بهاراتا ماتا كي جاي»؛ أي «تحيا الهند الأم».
يهتف القوميون لراما أيضا، لا سيما من لديهم قناعة هندوسية، بوصفه الحاكم الإلهي للدولة الهندوسية التي طالما تاقوا إليها. وفي أيوديا بشمال الهند، دمر مسجد في عام 1992 على أيدي بعض الهندوس الذين اعتقدوا أنه بني على موقع معبد أقدم منه بكثير يخلد ذكرى ميلاد راما. والحقائق التاريخية في هذا الشأن مثار جدل كبير. لكن التصور الديني الشائع لا يقوم على الأدلة الواقعية، وإنما على القصص القوية وما تثيره من مشاعر؛ فطغى على هذا التصور قصتان؛ إحداهما عن راما ظل يرددها التليفزيون كل أسبوع، والثانية عن وجود مكان عبادة إسلامي على أرض هندوسية مقدسة.
احتدم الخلاف بسبب حملات الجماعات الهندوسية وخطاب أحد الأحزاب السياسية القومية الهندوسية، فهدم المسجد. وتلا ذلك اندلاع العنف الطائفي في المدن الهندية، ووقوع وفيات من المسلمين والهندوس.
لقد تعرفنا على العديد من الآلهة في هذا الفصل، لكن السؤال الآن هو: لماذا يوجد هذا العدد الهائل من الآلهة والإلهات في الهندوسية؟ كيف يفهم الوجود الإلهي ؟ وكيف يعبد؟
الفصل الخامس
الوجود الإلهي
«معجزة»، «هلوسة»، «تفسير علمي بسيط»، «فضل إلهي»، «خدعة ذات دوافع سياسية» ... كانت تلك العبارات التي احتلت العناوين الرئيسية في الصحف مع محاولة المتابعين يوم 22 سبتمبر 1995 تفسير أسباب شرب كل الصور المجسدة للإله جانيشا - من تماثيل ونحو ذلك - في جميع أنحاء العالم للبن المقدم لها من أتباع الإله المخلصين. واشتعل من جديد الجدل القديم بين العلم والإيمان. ووجد الهندوس أنفسهم منقسمين حول تلك الظاهرة، لكنهم لم يندهشوا من حدوث الظاهرة بقدر اندهاشهم من نطاقها؛ فالتجليات الإلهية والمعجزات الصغيرة أمر شائع في الحياة الدينية الهندية، لكن العجيب هو أن يشهد الهندوس وأصدقاؤهم من غير الهندوس هذا الفعل العجيب من الإله جانيشا في جميع أنحاء العالم. (1) أوثان أم رموز؟
كيف يمكن لتمثال أن يشرب؟ ثمة تفسيرات علمية ونفسية بلا شك، لكن كيف يفسر الهندوس هذا الأمر؟ يجب أولا، فهم الفرق بين التماثيل والرموز (مورتي)؛ فالتماثيل الحجرية التي تغطي الواجهات الخارجية للمعابد الهندوسية والأعمال النحتية القليلة البروز والنقوش بالكهوف المنتشرة بجميع أنحاء الهند؛ تعبر كلها بنحو حيوي عن فن تصوير الآلهة والإلهات وقصص مآثرهم. تحظى هذه التماثيل بمكانة فنية عظيمة، وقد نحتت بحب، لكنها لا تعتبر جديرة بالعبادة سوى في حالات استثنائية فقط. أما الرمز الموجود «داخل» المعبد، فقد أنشئ ونصب في عملية طقسية أعدته لأن يسكنه أحد الآلهة. وتصف النصوص الدينية الأسلوب التأملي للنحات، ونسب الرمز (والمعبد الذي سيوضع فيه)، وخصائص الإله الذي سيسكنه. وبمجرد أن يصنع الرمز، يكرس كهنة البرهمية الصورة للتقديس، ويضعون عدة آلهة في أماكن مختلفة من جسم الرمز، ويبثون فيه نفسا حيا (برانا). وبدءا من تلك اللحظة، يتجلى الإله في الرمز ويجب الاعتناء به، وخدمته كضيف مكرم، ومنحه الحب. ويصير بعد ذلك من الممكن وجود علاقة متبادلة وثيقة بين المتعبد والإله من خلال الرؤية (دارشانا)؛ فيزور الهندوس معابدهم المحلية أو يقومون برحلات إلى أماكن حج أبعد ليؤدوا «الدارشانا»؛ أي ليروا كريشنا أو ديفي أو شيفا أو أي إله آخر يختارونه ، ويراهم هذا الإله .
अज्ञात पृष्ठ