हिंदुसिया: एक बहुत छोटा परिचय
الهندوسية: مقدمة قصيرة جدا
शैलियों
تزعم الجمعية الدولية للوعي بكريشنا (وحركة جاوديا فايشنافا ماث البنغالية التي ترجع أصول هذه الجمعية إليها ) أن أصولها ترجع لتلاميذ مادهفا من خلال تشيتانيا صاحب الشخصية الجذابة الذي عاش في القرن السادس عشر.
صارت هذه الصورة العصرية لنظام فيدانتا الفلسفي غير الثنائي لشانكارا واسعة الانتشار في الغرب؛ الأمر الذي جعل العديد من المعلقين يفترضون أنها سمة أساسية للهندوسية ككل. ولم يدركوا وجود وجهات نظر مختلفة تماما ومقنعة بالقدر نفسه حول الإله وعلاقته بالذات البشرية. وعندما بدأ الباحثون والدارسون في زيارة الهند بأعداد كبيرة في الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين، التقوا بمعلمين روحانيين وحركات تمثل وجهات نظر أخرى فيما يتعلق بنظام فيدانتا، وكانت الشعبية الواسعة الانتشار للهندوسية التأليهية التعبدية، التي قامت على أفكار رامانوجا ومادهفا اللاهوتية وتلاميذهما فيما بعد، واضحة في جميع أنحاء الهند وخارجها أيضا بين المهاجرين الهندوس. وما بين سامبرادايا شري-فايشنافا التقليدي في جنوب الهند والحركات المعاصرة للسوامينارايان في جوجارات ولهار كريشنا (الجمعية الدولية للوعي بكريشنا) في البنغال وما وراءها، ازدهر اللاهوت التعبدي الذي تحدى الأفكار غير الثنائية المبكرة بشأن الحقيقة المطلقة والذات.
لكن ماذا كانت هذه الأفكار؟ ولماذا كانت مهمة للغاية لتطور الهندوسية؟ (1) شانكارا
تعني كلمة «أدفايتا» اللاثنائية. واستخدام هذه الكلمة في وصف مفهوم شانكارا عن نظام فيدانتا يشير إلى عدم إمكانية الفصل بين الماء والملح في قصة شفيتاكيتو. فمن وجهة نظر شانكارا، الحقيقة المطلقة والذات متماثلتان، وتمثلت مهمته في تفسير أسباب فشل الناس في إدراك ذلك. ومن الأساليب التي اتبعها لفعل ذلك الإشارة إلى مثال المسافر الذي اعتقد خطأ أن حبلا ما هو ثعبان، وكون انطباعا خاطئا (ثعبانا) عن الحقيقة (الحبل). وذكر شانكارا الصور العديدة التي فهم بها مختلف الناس - أو بالأحرى أخطئوا في فهم - الذات؛ على سبيل المثال، بمساواتها بالجسم أو الأعضاء الحسية أو العقل. كون كل هؤلاء الناس فكرة خاطئة عن الذات (أتمان). أما شانكارا، فرأى أن أتمان ليست في الحقيقة سوى براهمان. ولا توجد أي تعددية في الوعي أو الكينونة، فكلها واحد. ويتحقق التحرر عن طريق التخلص من الجهل، وتعلم كيفية التمييز بين ما هو أبدي وما بدا كذلك فقط، ثم اكتساب المعرفة عن هوية الذات من خلال البراهمان.
ظلت البوذية، في نظر المجتمع البرهمي، تمثل تهديدا كبيرا في الهند؛ لذا، استعان شانكارا ببراعة بأساليب بحثية استخدمت من قبل في الفلسفة البوذية لإعادة التأكيد على الأفكار البرهمية. ومن خلال إقرار مستوى أدنى مشروط من المعرفة تقدر فيه صور التمييز، مثل التمييز بين الحبل والثعبان، تمكن شانكارا من تفسير الأهمية التي أعطيت في «فيدا» للنشاط الطقسي وتقديم القرابين للآلهة. وفرق بين ذلك والمستوى الأعلى أو المطلق الذي يكون فيه كل شيء واحدا والحقيقة غير ثنائية. (2) رامانوجا
اختلفت مهمة رامانوجا، الذي كان يعلم الناس بعد أكثر من قرنين في سياق ديني مختلف، فعلى عكس شانكارا، لم يكن عليه التغلب على شعبية البوذية، وإنما التزم بالترويج لدين الفايشنافا، وهم أتباع الإله فيشنو، عن طريق تقديم الدعم الفلسفي لمزاعمهم التعبدية. عبد رامانوجا فيشنو، وكان ضليعا في «الملاحم»، و«البورانا»، والشعر الخاص بمنطقته. واستندت أفكاره إلى عمل شانكارا، الذي كان قد قبله المجتمع البرهمي واعتبر منهجا محافظا بحلول العصر الذي عاش فيه رامانوجا. واتفق رامانوجا مع فكرة أن الحقيقة المطلقة غير ثنائية، لكنه اختلف بشدة مع شانكارا بشأن طبيعة البراهمان، والذوات الفردية، والعالم. وكان حادا في نقده، واتهم أتباع شانكارا بالخطأ ونقص البصيرة، واستند في زعمه إلى أمثلة من مجموعة واسعة النطاق من النصوص المقدسة.
كان زعمه الأساسي هو أن ما لدينا من قناعة قوية بأننا مختلفون بعضنا عن بعض وعن الإله ليست خاطئة، مثلما يدعي شانكارا. واستنتاجات حواسنا ومشاعرنا ليست وهمية. وإنما تشير إلى حقيقة عميقة، وهي أن الحقيقة المطلقة مؤهلة داخليا (فيشيشتا). علاوة على ذلك، فإن الحقيقة المطلقة ليست موضوعية ومن دون سمات، كما أكد شانكارا، فرأى رامانوجا أن هذه الحقيقة هي إيشفارا؛ أي الإله الذي يتطلع إليه كل من يسعى للهروب من العذاب؛ ومن ثم، فإن براهمان ليس سوى الكائن الأسمى أو الإله المذكور في «الملاحم» و«البورانا».
لكن ما العلاقة إذن بين الذات وهذا الكائن الأسمى؟ إن الإله هو المتحكم الداخلي في كل من الذوات الفردية والعالم. وقال رامانوجا إنه مثلما يعد الجسم البشري أداة الذات الموجود بداخلها، يرتبط العالم والذوات بالإله. إن معرفة الإله تساعدنا على التحرر، لكن فضل الإله واستجابة الذات المستسلمة ضروريتان أيضا. (3) مادهفا
أيد مادهفا وجهة نظر رامانوجا إلى حد كبير، لكن رد فعله على أفكار شانكارا كان مختلفا بدوره. فعندما زهد مادهفا في الدنيا وانضم إلى إحدى جماعات الفايشنافا في سن السادسة عشرة، تعلم نظام فيدانتا الفلسفي وطور تدريجيا نقده الخاص له (دفايتا). وشأنه شأن رامانوجا، استخدم مجموعة متنوعة من نصوص «فيدا» و«بورانا»، والنصوص التعبدية اللاحقة، لكنه ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك باستنتاجه أن تعاليم النصوص المقدسة لا يمكن فهمها إلا بمنظور الثنائية؛ أي بالتأكيد على التمييز الكامل بين الإله والذات؛ فالبراهمان والأتمان ليسا متطابقين، علاوة على ذلك، رأى مادهفا أن الذوات مختلفة بعضها عن بعض، وعن العالم. وحتى داخل العالم نفسه، رأى مادهفا أن الظواهر مختلفة بعضها عن بعض. فكل شيء موجود داخل إطار إرادة الإله الأعلى، لكن مع احتفاظه بخصوصيته. ويتطلب التحرر من العذاب والانبعاث فضلا من الإله، واعتمادا عليه، وتعبدا نشطا عن طريق عبادته في صورة أيقونة (مورتي). ووضع مادهفا أيقونة للإله كريشنا في ديره في أوديبي؛ حيث ظلت في مكانها ليراها الحجاج إلى يومنا هذا.
على الرغم من أن كلا من هؤلاء الفلاسفة وعلماء اللاهوت الثلاثة قد كتب تعليقات على نصوص الفيدانتا الرئيسية، فقد توصلوا إلى نتائج مختلفة اختلافا كبيرا بعضها عن بعض فيما يتعلق، على سبيل المثال، بمعنى العبارة التي تعرضنا لها في قصة شفيتاكيتو: «هذا ما أنت عليه.» فرأى شانكارا أن هذه العبارة تشير إلى اللاثنائية؛ بمعنى أنه لا يوجد اختلاف بين الحقيقة المطلقة والذات. ومن وجهة نظر رامانوجا، كان المعنى الضمني للعبارة هو عدم الاتحاد؛ أي إنها أشارت إلى أن البراهمان والأتمان يختلفان بعضهما عن بعض على الرغم من ارتباطهما الواضح. أما مادهفا، فكان رأيه أن الاثنين منفصلان انفصالا تاما، وإن كان يرى أن الذات تظهر في صورة الرب ويسكنها شاهد داخلي إلهي.
अज्ञात पृष्ठ